فرط النشاط الجنسي | العلامات والأسباب وخيارات العلاج المختلفة
فرط النشاط الجنسي هو حالة نفسية ناشئة حديثًا تكتسب الاعتراف في مجال أبحاث الإدمان وعلاجه. هناك مجموعة متزايدة من الأدلة تثبت هذه الحالة، والتي تتميز بالسلوك الجنسي القهري وبعض المشاكل الأخرى. سوف نتحدث فيما يلي عن فرط النشاط الجنسي وأعراضه وكيفية التشخيص وكذلك علاج فرط النشاط الجنسي.
هل فرط النشاط الجنسي حقيقي؟
حاليًا، يفتقر هذا السلوك إلى الاعتراف الرسمي من بعض المؤسسات المهمة، مثل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، والتي من شأنها أن تمنحه شرعية كاملة باعتباره اضطرابًا نفسيًا. ومع ذلك، يتفق معظم الخبراء على وجود هذا الاضطراب، مؤخرًا، قدمت منظمة الصحة العالمية (WHO) أول اعتراف رسمي عندما أعلنت عن اضطراب جديد يسمى اضطراب السلوك الجنسي القهري (CBSD). ومع ذلك، يتم تصنيف CBSD على أنه اضطراب السيطرة على الانفعالات بدلاً من الإدمان.
في حين أن هذا يوفر تشخيصًا رسميًا للسلوكيات الجنسية الإشكالية، إلا أنه لم يصل إلى حد الاعتراف بها على أنها إدمان. سبب آخر لعدم وضوح الإجابة هو أن فرط النشاط الجنسي لم يتم تضمينه في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، أو DSM-5. DSM-5 هو الكتاب المرجعي التشخيصي لجمعية الطب النفسي الأمريكية. تم النظر في اضطراب آخر يسمى اضطراب فرط النشاط في المراجعة الأخيرة لـ DSM-5 ولكن تم استبعاده في النهاية، على الرغم من الأدلة التي تدعم وجود الحالة.
في السنوات القادمة، من المحتمل جدًا أن يكون هناك اعتراف رسمي أكثر باضطراب مشابه جدًا لفرط النشاط الجنسي، ربما باسم مختلف.
ما هو فرط النشاط الجنسي؟
فرط النشاط الجنسي هو مصطلح غير رسمي يستخدم لوصف السلوكيات الجنسية القهرية والمشاكل المتعلقة بذلك. في حين أن هناك عدة أنواع من السلوك الجنسي الذي يسبب مشاكل، إلا أن جميعها تتميز بفقدان السيطرة على التخيلات الجنسية المتكررة و / أو الإلحاحات و / أو السلوكيات. إذا كان فرط النشاط الجنسي مشابهًا لإدمان المخدرات، فيمكن تعريفه على أنه اضطراب يتميز بوساوس أو سلوكيات جنسية قهرية تستمر حتى بعد التسبب في عواقب وخيمة وتغيرات دائمة في الدماغ.
غالبًا ما يُنظر إلى الإدمان على المخدرات على أنه مرض يصيب الدماغ بسبب الطريقة التي يتسبب بها تعاطي المخدرات المتكرر في تكوين مسارات الإدمان في الدماغ. بمجرد تشكيل هذه المسارات العصبية، تخلق دوافع قوية ورغبة شديدة لتكرار السلوك، مما يزيد من صعوبة التقليل أو التوقف.
يتم تنشيط مسارات الإدمان نفسها أيضًا من خلال الأفكار والمثيرات والسلوك الجنسي، مما يساعد على تفسير العديد من أوجه التشابه بين السلوكيات الجنسية القهرية وتعاطي المخدرات القهري.
إحصاءات فرط النشاط الجنسي
نظرًا لأن فرط النشاط الجنسي ليس له تعريف رسمي واحد، فلا توجد إحصاءات صحيحة حول مدى انتشار الحالة أو حتى عن الفئات السكانية الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بهذا الاضطراب. ومع ذلك، كانت هناك العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة حول مشكلة السلوك الجنسي:
- يُعتقد أن ما يقدر بنحو 3-6 ٪ من عامة السكان يعانون من مشاكل السلوك الجنسي
- في دراسة أجريت على حوالي 20000 مشارك ، اعتبر 4.4٪ من الذكور أنفسهم مدمنين جنسيًا، مقابل 1.2٪ من الإناث.
- الأنواع الثلاثة الأكثر شيوعًا للسلوك الجنسي القهري (بالترتيب) هي: العادة السرية، واستخدام المواد الإباحية، والاختلاط.
- 60٪ من الأشخاص الذين يبلغون عن عدم قدرتهم على الأداء الجنسي مع شريك لا يعانون من هذه المشاكل عند مشاهدة المواد الإباحية.
- 80٪ من النساء اللواتي يمارسن السلوك الجنسي عبر الإنترنت يتصاعد إلى لقاءات خارج الإنترنت، مقابل 30٪ فقط من الرجال
- في إحدى الدراسات، أفاد 95 ٪ من مدمني الجنس الذين أعلنوا أنفسهم بأنهم يعانون من صعوبة في التقارب في العلاقات.
- وجدت دراسة أجريت على البالغين المقترنين الذين يسعون للعلاج من فرط النشاط الجنسي أن 74٪ من الرجال و 66٪ من النساء أبلغوا عن تحسن في علاقتهم بمرور الوقت.
علامات فرط النشاط الجنسي
غالبًا ما يصف الأشخاص الذين يعانون من فرط النشاط الجنسي الشعور بالذنب والعار بشأن تفضيلاتهم أو سلوكياتهم الجنسية، وفي بعض الحالات، يمكن اعتبار ذلك خطأً كعلامة على فرط النشاط الجنسي. بدلاً من ذلك، قد تكون هذه المشاعر مرتبطة بشكل أكبر بالمعتقدات الأخلاقية أو الدينية، أو حتى الشعور بعدم الراحة أو الخزي المحيط بالجنس والنشاط الجنسي.
هناك علامة أخرى خاطئة شائعة وهي وجود رغبات جنسية متكررة أو قوية، والتي تكون أحيانًا مجرد مؤشر على وجود دافع جنسي مرتفع، بدلاً من فرط النشاط الجنسي.
من المؤشرات الأكثر موثوقية لفرط النشاط الجنسي عندما تصبح الأفكار أو السلوكيات الجنسية مشكلة بطريقة ما، وهي أيضًا علامة مميزة لإدمان المخدرات. يمكن أن تختلف أنواع المشاكل والعواقب والعيوب التي يسببها فرط النشاط الجنسي عن تلك التي يسببها تعاطي المخدرات، وتكون بمثابة علامات تحذير. تتضمن بعض علامات التحذير الشائعة للإدمان على الجنس ما يلي:
- السلوك الجنسي الذي يحدث في الأماكن والأوقات والمواقف غير المناسبة
- قلة الرغبة الجنسية مع شركاء الحياة الحقيقين
- عدم القدرة على الأداء الجنسي مع شركاء الحياة الحقيقيين
- الإفراط في التكتم بشأن السلوكيات الجنسية أو عيش “حياة مزدوجة”
- تطوير الميول الجنسية التي تخيفك أو تزعجك
- انخفاض الرضا عن العلاقة، مزيد من الخيانة الزوجية، الضرر الذي يلحق بالعلاقات الملتزمة
- عواقب الصحة الجنسية المباشرة نتيجة الممارسات غير الآمنة
- استخدام السلوكيات الجنسية كطريقة للتغلب على التوتر أو المشاعر الصعبة أو الهروب منها
في حين أن فرط النشاط الجنسي أكثر شيوعًا عند الرجال، يمكن للمرأة أيضًا أن تصاب بهذه الحالة. قد يكون للإناث المصابات بفرط النشاط الجنسي دوافع مختلفة لسلوكهن الجنسي عن الرجال. تشير بعض الأبحاث إلى أن النساء أكثر ميلًا للانخراط في السلوكيات الجنسية لتقليل القلق، بدلاً من تلبية الرغبة الجنسية. الرجال الذين يعانون من فرط النشاط الجنسي يستخدمون الجنس أيضًا كآلية للتكيف، ولكن لمجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك التوتر والاكتئاب. أو الشعور بالوحدة أو حتى إدمان آخر.
يفيدك أيضًا الإطلاع على:
- اضطراب الشراء القهري| الأعراض والعلامات والعلاج
- هوس نتف الشعر| ما بين الأسباب والأعراض والعلاج
- ادمان الانترنت| 14 علامة يمكن من خلالها تشخيص ادمان الانترنت
- أهم ما يجب معرفته حول مرض السرقة
أسباب فرط النشاط الجنسي
لا يوجد عامل واحد يفسر سبب إصابة بعض الأشخاص بالإدمان والبعض الآخر لا يفعل ذلك. ومع ذلك، هناك العديد من العوامل النفسية والبيولوجية والاجتماعية والبيئية التي يمكن أن تزيد من خطر الإدمان.
تشمل عوامل الخطر النفسي للإدمان على الجنس تشخيصًا قائمًا للصحة العقلية، والأشخاص المصابون بالاكتئاب أو القلق أو الوسواس القهري أو اضطرابات الشخصية أو غيرها من الإدمان هم أكثر عرضة للإصابة بشكل خاص. كما أنهم يكافحون أكثر لتنظيم عواطفهم، ويميلون إلى الحصول على درجات أعلى في تصنيفات الاندفاع
تشير الأبحاث أيضًا إلى أن بعض العوامل العصبية والبيولوجية يمكن أن تزيد أيضًا من خطر فرط النشاط الجنسي. على وجه التحديد، الأشخاص الذين يعانون من تأخيرات أو تشوهات في مناطق معينة من الدماغ هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل السلوك الجنسي، مثل أولئك الذين يعانون من حالات عصبية مثل الخرف والصرع ومرض هنتنغتون.
في بعض الحالات، قد يكون فرط النشاط الجنسي مؤشراً على وجود عجز اجتماعي أو عجز في العلاقات. وجدت الأبحاث أن مدمني الجنس (خاصة الذكور) هم أكثر عرضة للإبلاغ عن صعوبة تكوين علاقات وثيقة، وما يصل إلى 95٪ لديهم أسلوب ارتباط غير آمن.
يعتقد بعض الخبراء أن هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى تطوير الأشخاص لتفضيلات جنسية محددة للغاية وتكوين توقعات غير واقعية يصعب تلبيتها في وضع عدم الاتصال. قد يؤدي هذا إلى صعوبة الانخراط في لقاءات جنسية واقعية وزيادة الاعتماد على المواد الإباحية.
اختبارات فرط النشاط الجنسي وأدوات التشخيص الذاتي
لا توجد أداة تشخيص رسمية لتحديد ما إذا كان الشخص لديه إدمان على الجنس لأن الحالة لا تزال في طور البحث والتعريف. في بعض الأحيان يتم تشخيص الاضطرابات الجنسية، ولكن لا يمكن تأكيد هذا التشخيص إلا بواسطة طبيب مرخص ومدرب. ومع ذلك، هناك بعض أدوات الفحص لتحديد السلوكيات الجنسية الإشكالية أو القهرية. أكثر أدوات الفحص موثوقية هي:
- أداة السلوك الجنسي القهري: أداة فحص مكونة من 13 سؤالًا تطلب من المستجيبين الإبلاغ عن تكرار الأفكار والحث والسلوكيات الجنسية المحددة.
- أداة السلوك الجنسي المفرط: أداة فحص مكونة من 19 سؤالًا تطلب من المستجيبين وصف تواتر تجارب معينة.
- مقياس القهر الجنسي: أداة فحص مكونة من 10 أسئلة تطلب من المستجيبين تقييم مقدار العبارات المحددة التي تنطبق على تجاربهم.
علاج فرط النشاط الجنسي
تتوفر في معظم الدول الكبري خيارات علاجية متاحة من فرط النشاط الجنسي. توسعت العديد من علاجات إدمان المخدرات لتقديم علاج للإدمان السلوكي، بما في ذلك فرط النشاط الجنسي.
توجد أنواع ومستويات مختلفة من علاج الإدمان. بعض العلاجات الأكثر شيوعًا هي:
- برامج العلاج للمرضى الداخليين أو المقيمين: هي برامج مكثفة تقدم العلاج على مدار 24 ساعة للأشخاص الذين يعانون من الإدمان، وقد تكون مناسبة للأشخاص الذين يعانون من احتياجات علاجية أكثر كثافة أو حالات إدمان أكثر شدة.
- العلاج الفردي: عادةً ما يتم تقديم العلاج الفردي من قبل مستشار مرخص أو أخصائي نفسي أو أخصائي اجتماعي في بيئة مكتبية. تستغرق الجلسات حوالي ساعة تقريبًا وتحدث مرة أو مرتين في الأسبوع، حسب احتياجات الفرد.
- الأزواج أو العلاج الأسري: نظرًا لأن فرط النشاط الجنسي غالبًا ما يؤثر على العلاقات، يلزم أحيانًا العلاج الزوجي أو الأسري، ويمكن أن يكون علاجًا منفردًا أو إضافة إلى علاج آخر. يحدث العلاج الزوجي والعائلي عمومًا في أماكن العمل المكتبية لمدة ساعة إلى ساعتين في الأسبوع، ويتم توفيره من قبل مستشار مرخص أو معالج عائلي.
- الأدوية: الدواء هو شكل أقل شيوعًا لعلاج فرط النشاط الجنسي، ولكنه قد يكون عنصرًا ضروريًا في العلاج بالنسبة للبعض، وخاصة أولئك الذين يعانون من حالات صحية عقلية أخرى. غالبًا ما يتم وصف الأدوية من قبل الطبيب أو الطبيب النفسي أو غيره من المهنيين الطبيين المرخصين.
- مجموعات المساعدة الذاتية أو الدعم: تتوفر مجموعات الدعم للأشخاص الذين يتعافون من الإدمان في معظم المجتمعات، وغالبًا ما تكون مجانية. يمكن لهذه المجموعات تقديم الدعم والتوجيه للأشخاص في فترة التعافي. لا يتم اعتبارهم علاجًا لأنهم عادةً ما يقودهم الأقران، ولكن يمكن أن يكونوا مورداً مفيداً، خاصةً عندما يقترن بالعلاج الرسمي.
العيش والتعامل مع فرط النشاط الجنسي
يميل التعافي من أي إدمان إلى أن يكون أكثر نجاحًا عندما يحصل الناس على مساعدة احترافية وأيضًا عندما يحصلون على دعم من العائلة أو الأصدقاء أو الأحباء. في العلاج المبكر، يجد العديد من المدمنين المتعافين أيضًا أنه من المفيد وضع تدابير وقائية.
نظرًا لأن فرط النشاط الجنسي غالبًا ما يكون مدفوعًا بقضايا نفسية أساسية أعمق، فإن إيجاد طرق جديدة وأكثر صحة للتعامل مع التوتر والعواطف الصعبة غالبًا ما يكون جزءًا أساسيًا من عملية التعافي.
