التفاؤل المكتسب

التفاؤل المكتسب | فوائده وأهميته وكيفية تعلمه

نشر

التفاؤل المكتسب مصطلح جديد ظهر مؤخراً في علم النفس، ليفتح آفاقاً جديدة نحو تحقيق الاستقرار النفسي وحل المشكلات النفسية بطرق جديدة وغير نمطية.

وإيماناً منا بأهمية نظرية التفاؤل المكتسب ومدى تأثيرها الفعال على تحسن المشكلات النفسية والوصول إلى حالة أفضل، فإن مركزنا بدأ يتبنى هذه النظرية ويطلق تقنياتها كآلية من آليات العلاج الجديدة والمختلفة، لنساعد عملائنا على تحقيق الشفاء والتعافي من وعكاتهم النفسية والتمتع بحالة من السلام النفسي الذي يتطلع إليه الجميع.

احجز الان

التفاؤل المكتسب مارتن سليجمان

يعزى مصطلح التفاؤل المكتسب إلى عالم النفس والمؤلف مارتن أي بي سليجمان، مؤسس علم النفس الإيجابي، والذي يقوم على مبدأ جديد وهو صرف الانتباه والتركيز وتوجيه الطاقات النفسية والبدنية لإصلاح الأوضاع السيئة، والتفكير بدلاً من ذلك في خلق جوانب إيجابية ونقاط قوة أخرى، حيث أن هذا السلوك في حد ذاته يساهم في تحسين الأوضاع وتجاوز المشكلات، والتمتع بجوانب أخرى.

 وقد خلص مارتن إلى هذا المصطلح بعد فترة طويلة من البحث التجريبي في دراسة المشكلات النفسية وسلوكيات الأفراد وأفكارهم وتأثير طرق التفكير المختلفة على الأشخاص في تحقيق النجاح أو الفشل.

يرى سليجمان أن قدرات الأشخاص على تجاوز المحن وخلق فرص مواتية، وتحقيق الأهداف والإنجازات تختلف بسبب اختلاف طريقتهم في تفسير ما يمر بهم من مواقف وأحداث وتعاطيها والتعامل معها.

ولتوضيح تلك النقطة أجرى تجربة نفسية على كلبين وضع كل منهما في صندوق وعرض كلاهما لصدمة مفاجئة وعشوائية، وراقب سليجمان رد فعل كل منهما، فلاحظ أن أحدهما قفز فوراً من الصندوق، بينما عجز الآخر عن القفز رغم عدة محاولات.

كرر سليجمان التجربة مع تهيئة الظروف للخروج من الصندوق بسهولة، فكان رد فعل الكلب الأول الذي قفز من قبل أنه استطاع الخروج من الصندوق، بينما لم يحاول الكلب الثاني الخروج هذه المرة رغم تهيئة الظروف لذلك، اعتقاداً منه أنه مهما حاول فلن يفلح، فاختار أن يتوقف عن المحاولة.

أطلق على تصرف الكلب في التجربة الثانية مصطلح “العجز المكتسب”، والذي يعني عجز الفرد عن القيام بالتغيير أو تحقيق الإنجازات أو حل المشكلات والتغلب عليها بسبب اعتقاده بأنه لا فائدة من المحاولة، وحكمه على نفسه وعلى مقدراته من خلال مواقف سابقة، فالعجز في هذه الحالة ليس حقيقياً وإنما هو مكتسب من الأفكار والمشاعر والتصورات.

قد يهمك :- أنواع الصدمات النفسية وعلاجها

ما هو التفاؤل المكتسب؟

تقودنا معرفة التجربة السابقة ومفهوم العجز المكتسب لتحديد مفهوم وماهية التفاؤل المكتسب، والذي يشير إلى قدرة الشخص على تعلم التفاؤل واكتسابه وتبنيه كآلية من آليات التفكير، واستراتيجيات التعامل مع الأحداث والمواقف، حيث أن التفاؤل المكتسب لا يقوم على فكرة توفر الأسباب والعوامل أو رؤية النتائج الملموسة بقدر ما يقوم على تفسير المواقف تفسيراً إيجابياً، ينطوي على التفاؤل والنظر إلى الجانب الإيجابي في الحدث، وتفسير الأمور لصالح الشخص وليس ضده مهما كانت المواقف مختلفة عن توقعاته أو مغايرة لمخططاته.

تابع المزيد :- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)| الأنواع والأسباب والعلاج

ما هو التفاؤل المكتسب؟

ما فوائد التفاؤل المكتسب؟

التفاؤل هو نمط تفكيري إيجابي، يقوم على توقع الأفضل وافتراضه وتصوره إلى الحد الذي يصل في بعض الأحيان إلى الإيمان به وتصديقه، وهو بذلك يمنح الشخص المتفائل فوائد جمة على مختلف الأصعدة ويمكن استعراض أهم تلك الفوائد في النقاط التالية:

تأثير إيجابي على الصحة

أثبتت الدراسات والتجارب التي أجريت على الأشخاص المتفائلين أنهم أقل عرضة للأمراض النفسية والجسدية الناجمة عن التوتر والقلق وتسلط الأفكار السلبية المؤلمة.

كما أن تعامل الشخص المتفائل مع العوارض المرضية باسم والعقلانية توقع التحسن، واتباع خطوات عملية نحو العلاج مع ثقة كبيرة في الشفاء، مما يساعدهم على المرور بالمحن المرضية بمرونة أكبر وتوتر أقل.

التعامل مع المرض و التوعكات الصحية باعتبارها حالات طارئة وعارضة ولن تستمر، يمنح الشخص طاقة كامنة للتعافي والتغلب على معاناته في وقت قصير، مما يسهم في التعجيل بالشفاء.

النجاح الدراسي والوظيفي

في مرحلة الدراسة يتطلب تحقيق النجاح مثابرة وصبر طويل على الاجتهاد والبحث والدراسة المستمرة والتزود بالمعلومات والمهارات وما إلى ذلك من متطلبات النجاح، ومن الصعب جداً أن يتأتى كل هذا من شخص متشائم يرى المستقبل ضبابياً،  ويقتنع مسبقاً بأنه لا فرصة له في العمل المرموق أو المال الوفير، في حين يعمل التفاؤل بالمستقبل بمثابة وقود وتحفيز للطاقة ودافعاً للاستمرار وتحمل التعب والمشقة.

كذلك فيما يتعلق بالوظيفة فقد أثبت التجارب والدراسات التي أجراها مارتن سليجمان أن الموظفين المتفائلين أكثر قدرة على الإنجاز اليومي، وصبراً على تحقيق الأهداف طويلة المدى، كما يظهرون قدرة أكبر على التكيف والعمل تحت الضغط،  ومهارة أكثر في التسويق، على خلاف الموظفين المتشائمين. 

تقوية الدافع وتحسين الأداء

الشخص المتفائل الذي ينظر للغد نظرة أمل ويقين بأنه سيكون أفضل من اليوم، تجد دوافعه قوية وأداءه أفضل، ينميه ويرتقي به باستمرار وذلك لأنه يرى أن هناك ما يستحق، عكس المتشائم لا يجد ما يحمله على التعب والبذل والجهد فمن وجهة نظره لا شيء يستحق وأنه لن يحقق شيئاً من أحلامه مهما اجتهد!!

الشعور بالسعادة والهدوء

التفاؤل مرتبط بمشاعر السعادة والرضا، كما أنه يعزز الشعور بالهدوء والطمأنينة والسكينة وذلك لأنه يقلل من المخاوف الافتراضية والقلق الوهمي الذي يقع المتشائم فريسة له.

شاهد أيضا :- اضطراب الشخصية التجنبية | الأسباب وخيارات العلاج والتطورات المستقبلية

كيف يمكن تعلم التفاؤل المكتسب؟

يمكن تعلم أي مهارة بالتدريب التدريجي ومنها التفاؤل المكتسب وذلك عن طريق القيام بما يلي:

  • غض الطرف قليلاً عن الأحداث والمواقف السلبية.
  • التركيز على بعض الجوانب السارة والإيجابية.
  • تسليط الضوء عليها والتحدث عنها مع الذات.
  • عدم الحكم على المواقف التعيسة والأحداث من منظور شخصي وربطها بالذات.
  • فهم حقيقة معينة وهي أن حدوث ما لا نرغب فيه اليوم لا يعني أنه سيستمر.
  • فهم أنه لا يوجد أي دليل ينفي أن التغييرات التي ستحدث يمكن أن تكون لصالحنا.

قد يهمك :- الخنقة النفسية| الأعراض والأسباب وأهم طرق العلاج

كيف يمكن تعلم التفاؤل المكتسب؟

ملخص كتاب التفاؤل المكتسب

يتضمن كتاب التفاؤل المكتسب عدة محاور رئيسية تتبلور جميعها هو فوائد التفاؤل وآثاره الإيجابية على حياة الفرد، وآليات تدريب الشخص على التخلص من التشاؤم والسلوكيات والأفكار المرتبطة به واستبدالها تدريجياً بأفكار عن التفاؤل، وكيف يمكن أن يجعل من التفاؤل نمط حياته وتفكيره مما يريحه كثيراً من الضغوط النفسية والعصبية ويساعد على اكتشاف الفرص المواتية لخلق لحظات سعادة وتحقيق الأهداف على المدى القريب والبعيد.

يلخص البعض الأفكار الرئيسية والمبادئ التي يتناولها كتاب التفاؤل في عدة نقاط  تصف مفهوم  الحياة السارة والحياة المندمجة والحياة ذات المعنى  والتي تنطوي على  ثلاثة أنواع للسعادة التي تساعد الأفراد على تحقيق استراتيجية التفاؤل المكتسب وتتمثل فيما يلي:

  • متعة الحياة تعتمد بصورة أساسية على تضخيم المشاعر الإيجابية وتسليط الضوء عليها، وتجاهل المشاعر السلبية وتحجيمها.
  • يحتاج القيام بذلك إلى اكتساب بعض المهارات والتدريب.
  • يتمثل التمتع بالحياة المندمجة في اكتشاف أعلى نقاط القوة وإعادة استغلالها لتحقيق أعلى درجات السعادة على المستوى المهني والعلاقاتي والترفيهي.
  • أما جوهر الحياة ذات المعنى فيكمن في الاعتقاد بأن هناك شيء أكبر من الذات وقيمة أعلى منها.

وأخيراً نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول مفهوم التفاؤل المكتسب وكيف تناوله الكاتب في سبيل تأصيل رؤية جديدة للتغلب على التعاسة وخلق السعادة.

المصادر :-

bayes

nightingale

اخر مقالات

أسعار جلسات لايف كوتش في منصة نفسي أونلاين مخفضة وهتناسبك
لايف كوتش
أسعار جلسات لايف كوتش في منصة نفسي أونلاين مخفضة وهتناسبك
تمتع بحياة هانئة بالتعاون مع دكتور نفسي بالرياض
العلاج النفسي
تمتع بحياة هانئة بالتعاون مع دكتور نفسي بالرياض
تواصل مع منصتنا لحجز جلسة مع أفضل دكتورة نفسية بجدة
العلاج النفسي
تواصل مع منصتنا لحجز جلسة مع أفضل دكتورة نفسية بجدة
متروحش لأي دكتور نفسي وخلاص.. مع منصتنا هنوفرلك أفضل محترف
العلاج النفسي
متروحش لأي دكتور نفسي وخلاص.. مع منصتنا هنوفرلك أفضل محترف
بأحدث الخطط والبرامج عبر منصتنا هتعرف تتعامل مع مرض adha  
غير مصنف
بأحدث الخطط والبرامج عبر منصتنا هتعرف تتعامل مع مرض adhd  

مقالات ذات صلة

أسعار جلسات لايف كوتش في منصة نفسي أونلاين مخفضة وهتناسبك
لايف كوتش
أسعار جلسات لايف كوتش في منصة نفسي أونلاين مخفضة وهتناسبك
تمتع بحياة هانئة بالتعاون مع دكتور نفسي بالرياض
العلاج النفسي
تمتع بحياة هانئة بالتعاون مع دكتور نفسي بالرياض
تواصل مع منصتنا لحجز جلسة مع أفضل دكتورة نفسية بجدة
العلاج النفسي
تواصل مع منصتنا لحجز جلسة مع أفضل دكتورة نفسية بجدة