إضطراب الشخصية الحدية

إضطراب الشخصية الحدية و أهم أسباب الإصابة به

نشر

يعتبر إضطراب الشخصية الحدية أحد أبرز الأمراض والمشاكل النفسية التى قد تواجه فئة من البشر وتجعلهم غير قادرين على التكيف مع البيئة المحيطة بهم، فضلاً عن معاناتهم وصراعهم الداخلي مع النفس، ليؤدى ذلك فى النهاية إلى التأثير على علاقات الفرد بالأشخاص المحيطين به.

حيث يتسبب هذا الإضطراب فى التأثير على المهام اليومية الحياتية للمريض، كما أنه قد يتضمن مشكلته فى نظرته لنفسه، وصعوبات كبيرة فى السيطرة على مشاعره وسلوكه، إلى جانب التأثير فى طريقة التفكير فى النفس وفى الآخرين على حداً سواء، والذى قد يتسبب فى حالات مزاجية شديدة يمكن أن تدفع الشخص إلى الغضب الحاد، ليؤدى ذلك إلى ابتعاد الناس عنه على الرغم من رغبته فى استمرار علاقاته بشكل دائم مع من حوله من الناس.

وفى العادة فإن إضطراب الشخصية الحدية قد يبدأ عند المريض منذ مرحلة البلوغ، حيث يمكن أن تزداد حالته سواءاً عند وصوله لمرحلة الشباب، أو قد تتحسن بشكل تدريجى عند تقدمه فى العمر، ومن الضروري معرفة أنه يمكن علاج هذا الاضطراب على مرور الوقت بخضوع الشخص إلى العلاج اللازم وتأقلمه ليعيش حياة يرضى فيها عن نفسه وعن الأشخاص الذين يعيشون فى المجتمع المحيط به.

ما هو إضطراب الشخصية الحدية؟

فى البداية، يُعرف الأطباء النفسيين مرض إضطراب الشخصية الحدية بأنه اضطراب عقلى يحدث على محورين، الأول، وهو تفكير الشخص المريض تجاه نفسه وذاته، أما الثانى فهو مشاعره وسلوكه تجاه الآخرين بشكل يكون سلبي التأثير على جميع مواقفه اليومية والحياتية.

حيث يبدأ المريض بالتعرض لنوبات عاطفية وشعورية شديدة وحادة، يصبح من الصعب من خلالها أو بعدها عودته إلى حالته العادية، حتى إذا غاب المؤثر، وقد تدفع تلك النوبات المريض إلى القيام ببعض السلوكيات التى من شأنها أن تصل إلى حد إيذاء النفس، أو إيذاء الأشخاص المحيطين به.

أهم أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية

من المعلوم والمعروف لدى خبراء الطب النفسى أن الأسباب المباشرة التى قد تتسبب فى ظهور مشاكل نفسية وأمراض عقلية أو عصبية بشكل عام غير مفهومة بشكل كامل، إلا أن الأطباء دائماً ما يرجحون أسباب يمكن أن تتعلق بظهور مثل تلك الإضطرابات والأمراض النفسية، والتى منها بالطبع إضطراب الشخصية الحدية.

حيث يمكن أن تكون أحد أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية أحد الأسباب الشائعة التي نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ما يلى:

  • العوامل الوراثية، وهى حسب أحدث الدراسات الطبية تلعب دوراً كبيراً فى إمكانية ظهور أعراض اضطراب الشخصية الحدية على الشخص المريض، حيث توضح بعض الدراسات أن هذا المرض تزداد نسب ظهوره بشكل قوى إذا ما كان أحد أفراد العائلة أو الأسرة كان أو مازال مصاباً به.
  • إضطراب هرمونات المخ أو الدماغ، حيث تم إجراء بعض الأبحاث على الأشخاص المصابين بإضطراب الشخصية الحدية، ووجد العلماء وجود تغيرات فى بعض المناطق المعينة من المخ، والتى تتعلق بتنظيم الهرمونات المسئولة عن العدوانية، و العاطفة، والاندفاع، إلى جانب عدم عمل بعض المواد الكيميائية فى الدماغ بشكل فعال، والتى تعمل على المساعدة على تنظيم الحالة المزاجية للإنسان، كهرمون السيروتونين.

– يذكر خبراء التربية والصحة النفسية أن الأشخاص المُصابين بإضطراب الشخصية الحدية يمكن أن يكونوا قد تعرضوا فى المراحل الأولى من حياتهم، كمرحلة الطفولة، إلى بعض الإساءات الجسدية، أو حتى الجنسية، أو التجاهل، من خلال الأشخاص فى البيئة المحيطة بهم، كأحد الوالدين على سبيل المثال، أو إدمان الطفل لبعض المواد المخدرة، أو ظهور أعراض لمشاكل تتعلق بصحته العقلية، أو تعرضه حتى لبعض المشاكل العدوانية، أو من مشاكل الأسرة المضطربة.

يفيدك أيضًا الإطلاع على:

ما هي أبرز أعراض اضطراب الشخصية الحدية؟

يتسبب إضطراب الشخصية الحدية فى التأثير على شعور الشخص المريض تجاه نفسه، وأيضاً فى تعامله مع الأشخاص الآخرين، وتصرفاته معهم ومع ذاته بشكل عام.

حيث تظهر بعض الأعراض والعلامات المختلفة التى تدل بشكل ضرورى على وجود مشكلة ما أو إضطراب نفسى يعانى منه المريض، مما قد يستوجب ذهابه إلى طبيب نفسى حتى لا تتضاعف تلك الأعراض وتتسبب فى صعوبة علاجها.

ونذكر من تلك الأعراض ما يلي:

  • إحساس المريض بالخوف الشديد والرعب من فكرة الهجر والفراق، والتى يمكن أن تدفعه إلى إتخاذ إجراءات عنيفة للغاية لتجنب هذا الفراق، أو إحساس الرفض المُتخيل أو الحقيقى.
  • وجود نمط غير مستقر فى علاقات المريض العاطفية، مثل تعظيمه لبعض الأشخاص بشكل كبير فى لحظات ما، وشعوره بأنهم أشخاص مُهمِلين أو سيئيين فى لحظة أخرى.
  • حدوث تغيرات بشكل سريع فى الصورة التى يرسمها الشخص المريض عن ذاته ونفسه وهويته، والتى قد تكون أهدافه وقيمه، مع إحساسه بأنه شخص سىء ولا يوجد قيمة لوجوده على الإطلاق.
  • شعور مريض إضطراب الشخصية الحدية ببعض النوبات التى يتم تفسيرها على أنها نوبات رهاب تتعلق بالإرهاق والإجهاد، مع فقده الصلة بالواقع، حيث تتراوح مدة تلك النوبات من عدة دقائق إلى ساعات.
  • قد يصل الأمر إلى قيام المريض ببعض التصرفات الطائشة والمتهورة، كقيادة السيارة بشكل مندفع، أو الإسراف المادى، والشره فى تناول الطعام والشراب، أو حتى تعاطيه للمخدرات، أو إنهاء علاقات عاطفية أو شخصية بشكل سريع بأصدقائه والأشخاص المحيطين، أو حتى إستقالته من وظيفته من دون وجود أسباب لذلك.
  • نتيجة للغضب الشديد قد يشعر المريض بفقدان حاد في الأعصاب، مما قد ينتج عنه بعض التصرفات كالسخرية على من حوله بشكل حاد وبشكل سليط، أو حتى الدخول فى شجارات ومشاحنات جسدية مع الآخرين.
  • تعتبر التقلبات المزاجية العنيفة والحادة والتى قد تستمر من عدة ساعات إلى أيام طويلة، كالشعور بالسعادة الغامرة، أو الحزن الشديد، أو العار، أو القلق، أو حتى الغضب، أحد أبرز الأعراض التى تظهر على مريض اضطراب الشخصية الحدية.
  • يمكن نتيجة لما تم ذكره سابقاً أن يشعر المريض بالخواء بشكل دائم، وهو شعور المريض بعدم ثقته فى ذاته ونفسه، وبأنه شخص مُهمل من جميع من حوله، والذى قد يدفعه بالضرورة إلى إمكانية إيذاء نفسه، أو حتى ظهور بعض الأفكار السلبية، كالانتحار.

إضطراب الشخصية الحدية

المضاعفات التى قد تحدث نتيجة الإهمال أو العلاج الخاطىء لاضطراب الشخصية الحدية

يمكن أن تظهر بعض المضاعفات نتيجة علاج المريض بشكل خاطىء، أو إهماله للعلاج والذهاب للحصول على إستشارة نفسية من الطبيب، حيث تؤثر تلك المضاعفات على الحياة العامة واليومية للمريض، كالآتى:

  • يمكن أن يتوقف المريض عن استكمال التعليم.
  • إيذاء المريض لنفسه، كحرق النفس، أو تكرار دخوله للمستشفى، أو إحداث جروح قطعية فى الجسم.
  • محاولة الإنتحار، والقيام بتنفيذها بشكل فعلى.
  • الشعور بالإكتئاب، و اضطراب ثنائى القطب.
  • إضطراب القلق، والإفراط فى تناول الطعام والمشروبات.
  • تعاطى بعض أنواع المخدرات، أو شرب الكحوليات.
  • إضطرابات نقص الإنتباه، أو فرط النشاط.
  • إذا كان المريض متزوجاً قد يتسبب مرض إضطراب الشخصية الحدية فى انفصاله عن شريكه، أو إفتعال مشاجرات ومشاكل معه، والتى قد تؤثر بالضرورة على حياته الزوجية بشكل عام.
  • قد يحدث أن يترك المريض وظيفته بشكل مفاجىء من دون أسباب مفهومة أو منطقية نتيجة قرار سريع كان قد اتخذه فى لحظة ما.
  • دخول المريض للسجن نتيجة لقيامه بمخالفات قانونية، أو افتعال مشاكل ومشاجرات مع الناس فى المجتمع والبيئة المحيطة به.

 

المصادر:

www.mayoclinic.org

www.nimh.nih.gov

 

اخر مقالات

متروحش لأي دكتور نفسي وخلاص.. مع منصتنا هنوفرلك أفضل محترف
العلاج النفسي
متروحش لأي دكتور نفسي وخلاص.. مع منصتنا هنوفرلك أفضل محترف
هل تبحث عن أفضل دكتور نفسي بجدة؟
العلاج النفسي
هل تبحث عن أفضل دكتور نفسي بجدة؟
منصتنا النفسية بتعالج اضطراب فرط الحركة بأسعار تنافسية وبأعلى كفاءة
اضطرابات الشخصية
منصتنا النفسية بتعالج اضطراب فرط الحركة بأسعار تنافسية وبأعلى كفاءة
بكل ثقة.. علاج الوسواس القهري بقى أسهل مع منصة نفسي أونلاين
الاضطرابات النفسية
بكل ثقة.. علاج الوسواس القهري بقى أسهل مع منصة نفسي أونلاين
مع منصة نفسي أونلاين.. هتحل كل المشاكل الزوجية في أسرع وقت
مشاكل زوجيه
مع منصة نفسي أونلاين.. هتحل كل المشاكل الزوجية في أسرع وقت

مقالات ذات صلة

متروحش لأي دكتور نفسي وخلاص.. مع منصتنا هنوفرلك أفضل محترف
العلاج النفسي
متروحش لأي دكتور نفسي وخلاص.. مع منصتنا هنوفرلك أفضل محترف
هل تبحث عن أفضل دكتور نفسي بجدة؟
العلاج النفسي
هل تبحث عن أفضل دكتور نفسي بجدة؟
منصتنا النفسية بتعالج اضطراب فرط الحركة بأسعار تنافسية وبأعلى كفاءة
اضطرابات الشخصية
منصتنا النفسية بتعالج اضطراب فرط الحركة بأسعار تنافسية وبأعلى كفاءة