ما هي الصحة النفسية وما أهميتها ؟
ما هي الصحة النفسية؟ ولماذا تُعد الصحة النفسية أمرًا مهمًا يجب أن نهتم به؟ باتت الصحة النفسية مطلبًا أساسيًا يبحث عنه الإنسان المعاصر في ظل حياة مزدحمة بالضغوط والصعوبات والإيقاع المتسارع، حيث تتعدد وتكثر الأحداث خلال اليوم، وهذا بدوره يعمل على تشوش الذهن وارتباك العاطفة وعدم الراحة والتفكير المستمر في كل شيء، مما يؤدي إلى اضطراب ملحوظ في الاستقرار النفسي لدى كثير منا، ويأتي إلى مركزنا أشخاص كُثر يبحثون عن علاج نهائي للاضطراب النفسي، وهنا عزيزي القارئ، نقدم لك كل ما تود معرفته عن الصحة النفسية وأهميتها وما يتعلق بها من معلومات فتابع مقالنا حتى نهايته.
ما هي الصحة النفسية؟
تعددت تعريفات الصحة النفسية، ولعل أبرزها وأكثرها دقة، هو أنها حالة من الرفاهية النفسية والسلامة الداخلية، يستطيع الشخص معها التمتع بما لديه من النعم والرفاهيات، مع القدرة على مواجهة التحديات وتحقيق التوازن والنجاح على مختلف المستويات، وهذا على خلاف التعريفات الكلاسيكية التي تعتبر أن الصحة النفسية، هي مجرد السلامة من الأمراض والاضطرابات النفسية.
ما أهمية الصحة النفسية؟
إن التمتع بصحة نفسية جيدة وإيجاد الرضا عن الحياة باستمرار أمر غاية في الأهمية، لأنه يقود الإنسان نحو حياة ذات جودة عالية، ويمده بالقدرة على إدراك بيئته الخاصة مع حرية نسبية، لهذا وبعد تزويدكم بمعلومات مبدئية حول ما هي الصحة النفسية، دعونا نوضح لكم أهميتها بالنسبة للأفراد، وذلك من خلال الأمور التالية:
- التمتع بإقامة العلاقات الإنسانية المتزنة والإيجابية.
- امتلاك نظرة إيجابية وأكثر تفاؤلاً والإقبال على الحياة.
- إنجاز الأهداف وتحقيق الغايات، والنجاح في التغلب على الصعوبات.
- التمتع بمرونة كبيرة وقدرة عالية على التكيف.
- تحقيق القدرة على إدارة الضغوط والأزمات بمرونة وإيجابية.
- التغلب على الصدمات والخروج منها بسلام.
ما هي العوامل المؤثرة في الصحة النفسية؟
بعد معرفة ما هي الصحة النفسية، ومدى أهميتها للفرد، تعالوا معنا، لنحدد العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية، باعتبار أنها لا تنفصل عن الصحة الجسدية، ومعرفة العوامل المعقدة والمتداخلة التي تسهم في تحديد مستواها ومدى سلامتها، ولعل أبرز هذه العوامل ما يلي:
-
الحالة الصحية العامة:
فكلما كانت الصحة العامة أكثر جودة، كلما كانت الصحة النفسية والشعور بالراحة والاستقرار النفسي أكبر، والعكس صحيح.
-
العلاقات الشخصية داخل محيط الأسرة:
وهي تؤثر على ما هي الصحة النفسية بشكل قوي ومباشر، فالخلافات الأسرية والخلل في العلاقات داخل الأسرة كفيل بإحداث الكثير من الاضطرابات النفسية.
-
التنشئة والجانب التربوي:
التنشئة السوية القائمة على أسس صحيحة تربويًا تساعد في بناء شخص سوي نفسيًا ومتوازن عاطفيًا، لأن البيئة الصحية والمجتمع السليم أساس تمتع الأفراد بالصحة النفسية.
-
العلاقات الاجتماعية خارج نطاق الأسرة:
وتشمل العلاقات الاجتماعية خارج إطار العائلة: علاقات الصداقة، والارتباطات العاطفية بالجنس الآخر، وعلاقات العمل، وعلاقات الزمالة خلال الدراسة، وهي تؤثر أيضًا في الصحة النفسية للأفراد.
-
المستوى الاقتصادي:
الاستقرار المادي والشعور بالاكتفاء الذاتي من الناحية الاقتصادية يعزز الصحة النفسية والجسدية معًا، عكس الشعور بالاحتياج ووجود صعوبات مادية.
-
المستوى الدراسي:
يساهم التفوق الدراسي في دعم الشعور بالرضا عن الذات وتقديرها، والشعور بالفخر، مما يقوي الصحة النفسية، والعكس صحيح أيضًا.
كيف تحقق الصحة النفسية؟
إن الوصول إلى التمتع بصحة نفسية جيدة، هو نتاج تضافر عوامل كثيرة، وتحرك إيجابي مبني على الاهتمام والوعي في عدة اتجاهات تدور حول “ما هي الصحة النفسية وكيفية الوصول إليها”، ومن ثم يمكن تلخيص خطوات تعزيز الصحة النفسية – حسب مركز نفسي أونلاين – في النقاط التالية:
-
العناية بالصحة الجسدية
وتشمل: الاهتمام بالتغذية السليمة المتوازنة، وممارسة الرياضة، وكثرة شرب المياه، بالإضافة إلى تعزيز المناعة بالبعد عن الأدوية، واتباع الطرق الطبيعية في التعامل مع الوعكات الصحية الخفيفة، والعناية بجمال البشرة وصحتها.
-
الانخراط في أنشطة نافعة
تزداد مشاعر الرضا عن النفس وتقدير الذات، كلما ساهم الإنسان في تقديم خدمات نافعة لغيره، لذا فإن الأنشطة التطوعية والمشاركة في الأعمال الخيرية ينعكس بصورة جيدة على الصحة النفسية، ويزيد من مقدار الثقة بالنفس والفخر.
-
تكوين علاقات بناءة وداعمة
علاقات الصداقة والعلاقات الاجتماعية التي تقوم على الإيجابية والدعم تمثل محوراً هاماً من محاور الصحة النفسية المتزنة، لذا ينصح الإنسان أن يحيط نفسه بالصحبة الصالحة، وأن يحرص على منح الأخيرين الحب والاهتمام والدعم.
-
الاهتمام بالجانب الترفيهي
يجب على الإنسان أن يحرص على الخروج في نزهات للترفيه عن نفسه، وممارسة ما يسعده من زيارة الأشخاص المقربين أو ممارسة الهوايات المفضلة، فكل هذا من شأنه أن يخفف الضغوط ويجدد الطاقة وينعش الروح، مما يمنح الصحة النفسية العالية.
-
تنمية الذات وتطويرها
تنمية الذات وتعلم المهارات الجديدة وإتقان هواية ممتعة أيضًا، من شأنه أن يزيد من إحساس الإنسان بقيمة الحياة، ويعزز نظرته الإيجابية لنفسه وللمحيطين به، ويساعده في زيادة معدل الثقة والتفاؤل، لذا يجب على الإنسان دائماً تعلم الجديد.
وأخيرًا:
نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حول ما هي الصحة النفسية؟ ومدي أهميتها؟ وما العوامل المؤثرة فيها، وطرق تحقيقها، وانعكاس كل ذلك على الإنسان في جوانب حياته المختلفة، وبعد التعرف بشكل نظري على هذه الأمور، يقدم لك مركز نفسي أونلاين باقة من الاختبارات والبرامج النفسية، التي يمكنك من خلالها قياس معدل ما تتمتع به من صحة نفسية، وما إذا كنت بحاجة ماسة إلى العلاج النفسي، تواصل مع فريقنا الآن.
المراجع
