متلازمة اليد الغريبة| الأسباب والأعراض وطرق العلاج
جميعنا كنا قد سمعنا عن ما يُعرف بأسم متلازمة اليد الغريبة، والتى يحدث أن يشعر فيها المريض بأن يده لا يستطيع التحكم بها، فضلاً عن الشعور بأن هناك شخص أخر هو من يتحكم بتلك اليد دوناً عن بقية أجزاء الجسم الآخرى، حيث يمكن أن تؤدى تلك اليد إلى ظهور مشاكل عديدة إلى المريض.
وعلى الرغم من أن الإصابة بهذا المرض تعتبر نادرة للغاية بل وقد يعتبره البعض شيئاً فكاهياً، إلا أن مرضى متلازمة اليد الغريبة بالفعل يعانون من مشاكل متعددة من أبرزها عدم قدرتهم على التحكم بتلك اليد بشكل كلى أو جزئى، وقد تقوم تلك اليد بفعل أشياء قد لا يريد الشخص فعلها، مما يجعله يقوم بالبحث عن طبيب نفسى أونلاين أو الذهاب إلى أقرب أخصائى نفسى بشكل عاجل.
ما هي متلازمة اليد الغريبة؟
تُعرف متلازمة اليد الغريبة بأنها عبارة عن مرض نادر الحدوث يصيب الجهاز العصبى والأعصاب فى الجسم، وقد يترافق معها بعض الأعراض السريرية الغير مألوفة، حيث يمكن أن يصاب بتلك المتلازمة كلا الجنسين، بل وتزداد فرص حدوثه لدى الأشخاص البالغين، ولكن لا يمنع هذا ملاحظة ورصد بعض الحالات النادرة لإصابة بعض الأطفال بهذا المرض.
وما يحدث فى متلازمة اليد الغريبة يمكن أن يتم وصفه بأنه فقدان فى السيطرة العقلية على اليد المصابة، حيث يفقد الشخص سيطرته على حركة يده وتصبح كأنها لديها عقل خاص بها يجعلها قد تتحرك بحركات معقدة أو بسيطة، كما يعبر المريض فى بعض الأحيان عن تلك الحركات بأنها غير مقصودة أو غير مرغوب فيها، وتتعارض مع ما يرغب فعله.
وحسب أحد الدراسات الطبية التى نُشرت مؤخراً، فإن السمات السلوكية والسريرية للمرضى المصابين بمتلازمة اليد الغريبة تعتبر مختلفة، كما أنهم يدركون تلك الحركات منذ بدايتها، أو حتى فى أوقات نومهم أو الأوقات التى يصبح فيها الشخص غير واعي بما يحدث حتى يتم توجيه اليد نحوهم من قبل شخص آخر.
وقد تختلف ردات الفعل لدى المرضى حسب الموضوع أو الطريقة التى قد تصرفت بها يده المصابة عند حركتها بشكل لا إرادى، حيث يمكن أن يشعر البعض بالإحباط، أو الإحراج، أو المفاجأة، أو حتى الضحك.
ما هي أسباب متلازمة اليد الغريبة ولماذا تحدث؟
بالطبع فإن العوامل التى تعتبر سبب فى الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة تختلف بشكل متعدد، ولكن قام أطباء الأمراض النفسية والعصبية بملاحظة بعض الأمور المرتبطة بعدد من الحركات اللاإرادية عند الإصابة فى مناطق مختلفة من المخ، والتى قد تكون الناحية الجدارية، أو الناحية الأمامية، أو الجسم الجاسى.
وتتسبب تلك الإصابات على الأقل بمجموعات متعددة من حركات اليد، والتي قد تتمثل فى الآتى:
- شعور مريض متلازمة اليد الغريبة بأن يده المصابة ليست ملكه.
- قيام أحد اليدين بفعل معاكس لليد الأخرى.
- الإحساس بوجود طرف إضافى ومختلف.
- قيام اليد المصابة بتلك المتلازمة ببعض الأنشطة التى تكون موجهة نحو هدف معين من دون إرادة الشخص.
- قد يصاب المريض باليد المرفوعة، والتى فيها يرتفع الطرف المصاب من دون إرادة المريض.
وفيما يلى، نستعرض فى السطور القادمة بعض أبرز العوامل التى قد تكون سبب فى الإصابة بهذا المرض، فلنتابع…
- تعرض المريض لصدمات نفسية أو عصبية.
- إصابة الشخص بأورام سرطانية فى المخ أو غيره من الأماكن.
- التعرض لعدوى فى المخ والدماغ.
- الإصابة بمتلازمة السكتة الدماغية الوعائية.
- قد تحدث متلازمة اليد الغريبة نتيجة إجراء جراحات فى الأعصاب، وبالأخص فى الجسم الجاسى في المخ.
- حدوث إنفصال بصرى أو حركي أو حسى.
- تمدد غير طبيعى فى الأوعية الدموية.
- الإصابة بمرض التنكس العصبي، والذى قد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة إرتباطه بمتلازمة اليد الغريبة بعدما كان مستبعد وغير متوقع.
- الإصابة بآفات في القشرة المخية الحركية، أو فى الجسم الجاسى، أو القشرة الحركية الإضافية.
- حدوث إصابة بالتصلب اللويحي.
كيف تظهر أعراض متلازمة اليد الغريبة؟
يعتبر أبرز وأهم الأعراض الدالة على الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة هو عدم القدرة على التحكم بشكل طبيعى فى اليد المصابة، ويجب التنبيه أن هذا ليس بسبب ضعف فى اليد، وإنما تكون اليد بقوتها الطبيعية، ولكنها تتحرك بشكل لا إرادى ومن دون إدراك من الشخص.
وينبغي التفريق أن تلك الحركات ليست كالتشنجات، وإنما هى حركات منسقة مثل حركات إلتقاط الأشياء، أو لمس الوجه، أو إرتداء وتبديل الملابس.
كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض متلازمة اليد الغريبة؟
على الرغم من التقدم الطبي الهائل الذى نعيشه اليوم، إلا أن التشخيص الدقيق للإصابة بمتلازمة اليد الغريبة يعتبر أمراً صعباً وتحدياً للأطباء، وذلك نتيجة لعدم وجود أى مكون نفسى مسئول عن الحالة، أو وجود أى خلل فى عمليات دماغية مثل الذاكرة، والعاطفة، والإدراك، والعديد من عمليات المخ لدى الشخص المريض.
حيث أن التغيرات السلوكية والأمراض النفسية شائعة الحدوث بشكل أكبر من شكوى المريض عن حركة يده بشكل تلقائى، ولذلك فإنه يتم إستبعاد متلازمة اليد الغريبة من التشخيص الطبى.
ولكن قد يستخدم الأطباء بعض الأمور الآخرى فى التشخيص مثل:
- مراقبة تصرفات المريض، وذلك لتحديد شدة وتكرار أعراض المرض.
- القيام بفحص وتصوير مقطعي عبر أجهزة الكمبيوتر.
- الرنين المغناطيسي، والذى قد يكشف أية أضرار فى المخ، كمرض الاحتشاء الحاد فى الفص الجدارى.
كيف يمكن علاج متلازمة اليد الغريبة؟
قد يبحث بعض الأشخاص عن كيفية علاج متلازمة اليد الغريبة، ولكن على الرغم من التقدم الطبى المعاصر، إلا أنه لا يوجد علاج مثبت إلى الآن يمكنه شفاء المرضى من ذلك المرض.
ولكن قد يستخدم أطباء الأمراض النفسية والعصبية بعض الطرق فى علاج متلازمة اليد الغريبة والتى فيها يتم التحكم فى حركة العضلات، حيث أن تلك الطرق أثبتت فعاليتها على المريض، مثل دواء توكسين البوتولينيوم، وعامل المحصر للوصل العضلى العصبى، والذى فيه يتم التحكم فى العضلات و يمنعها من التحرك بشكل عشوائي، و البنزوديازيبينات وهى عبارة عن أدوية تخفف من الشعور بالقلق.
كما قد طور الأطباء تقنيات علاجية كعلاج سلوكى ومعرفى لدى العديد من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم، حيث تمت الإستجابة لتلك التقنيات بشكل متوسط من قبل الجهاز العصبى للجسم، والتى نوضح منها ما يلى:
- العمل على إشغال اليد المصابة بمتلازمة اليد الغريبة، وذلك عن طريق تحميلها غرض ما.
- إبقاء الذراع المصابة بشكل قريب من الجسم لأطول فترة ممكنة لتجنب أية حركات عفوية منها.
- إصدار أوامر شفهية لليد المصابة، حيث تساعد تلك الطريقة على إيقاف تلك الأفعال، سواءاً كانت تلك الأوامر من الشخص المصاب، أو من شخص آخر يرافقه أغلب الوقت.
المصادر
