كيف تظهر علامات المرض النفسى عند الزوجة؟
فى أوقات كثيرة، قد يلاحظ الأزواج إنفعال زوجاتهم بشكل غير مبرر فضلاً عن الإنفعال بشكل كبير قد يصبح مبالغاً فيه، وقد يتكرر حدوث هذا الأمر، والذى قد يؤدى فى النهاية إلى ظهور علامات الحيرة والتساؤل عند الرجال عن ما هو الدافع الذي قد يتسبب فى ظهور نوبات الغضب تلك، الأمر الذى قد يتم تفسيره على أنه أحد علامات المرض النفسى عند الزوجة، والذى يتطلب إتباع طرق علاجية وطبية للتخفيف من آثاره.
وينتشر ذلك الإضطراب النفسي عند العديد من الزوجات، حيث تشعرن بالاكتئاب، أو الحزن المستمر، مما قد يخلق حالة من الجفاء بين الزوجين، أو قد لا يفهم الزوج أن زوجته تمر بحالة نفسية سيئة وقد ينتج عنها العديد من المشاكل التى قد تهدد الحياة الزوجية بينهما، وقد يؤثر على نفسية الأطفال.
ما هي أبرز علامات المرض النفسى عند الزوجة؟
لا يعتبر المرض النفسى حكراً على جنساً بعينه، إنما قد يصاب به النساء والرجال ومع الأسف فإنه وعلى الرغم من التقدم الطبي الهائل الذى نعيشه فى تشخيص وعلاج الأمراض الجسمانية والنفسية، إلا أنه لا يوجد إختبار معين أو واحد يمكن أن يتحدد من خلاله إذا ما كانت الزوجة تعانى من مرض نفسى أو لا.
ولكن على الرغم من ذلك، فإنه ومن خلال الأعراض التى قد تظهر على الزوجة، فإنها تصبح علامة تحدد ماهية الإضطراب الذى تعتبر مصابة به، وقد تتضمن تلك العلامات ما يلى:
- التغيرات المزاجية الحادة، وهى حالة شائعة الانتشار بين الأزواج، حيث يشكو الزوج دائماً من أن زوجته قد تصبح متقلبة الحالة المزاجية، أو العاطفية من دون مبرر لهذا التغير، وقد تظهر تلك الحالة على هيئة تبلد، أو لا مبالاة، أو تغير فى المعاملة، أو جفاء وقلة فى العاطفة.
- قد يلاحظ الأزواج ظهور علامات المرض النفسى عند الزوجة أو وجود مشكلة نفسية ما لديها نتيجة لضعف أدائها فى ممارسة الأنشطة اليومية العادية، حيث يصبح الإخفاق أو الفشل هما السمة الغالبة على أكثرية الأداء اليومى الطبيعى وبشكل ملحوظ، كما قد يتم ملاحظة عدم استطاعة الزوجة تعاملها مع المشاكل الحياتية اليومية، وظهور علامات التوتر والقلق عليها.
- تعتبر أحد أبرز علامات المرض النفسى عند الزوجة هو إصابتها بمشكلة عدم تذكر الأشياء بشكل مفاجىء، أو التشتت وعدم التركيز، أو قد تدخل فى نوبة قلق أو إرتباك من دون مبرر، وذلك يُعرف طبياً بأسم القصور المعرفي.
- قد تعانى الزوجة من بعض الإضطرابات الذهانية، والتي قد تظهر على هيئة هلاوس سمعية، أو بصرية كرؤيتها لأشياء غير موجودة على أرض الواقع، أو أوهام، أو انفصال عن العالم، إلى جانب إكتسابها لبعض السلوكيات والعادات التي قد تضر بصحتها الجسدية والنفسية على حدٍ سواء مثل:
- إضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي من دون معرفة السبب.
- عزلة إجتماعية والرغبة فى الانعزال.
- نوبات خوف وذعر شديد.
- تغير عادات النوم والأكل.
- شعور الزوجة بالحزن الدائم والمستمر مع تملك إحساس اليأس منها.
- ظهور علامات التغير فى وزن الجسم من دون إتباع حمية غذائية معينة، وفقدان الشهية أو الرغبة فى تناول الطعام.
- قلق شديد وتوتر مفرط.
- فقدان غير معروف فى طاقة الجسم، والشعور بالإجهاد والإرهاق والتعب أو الضعف العام.
- صداع حاد ودائم فى الرأس مع الشعور بالألم فى مختلف أنحاء الجسم من دون وجود سبب معروف.
- قد يتطور الأمر إلى تفكير الزوجة فى بعض الأفكار الإنتحارية وقد تُقدم على تنفيذها.
وبما أننا قد ذكرنا أبرز علامات المرض النفسى عند الزوجة، فإنه من الضرورى أن نعرف ما الذي يمكن أن تصاب به الزوجة والذى قد يتسبب فى وصولها إلى تلك الحالة النفسية السيئة، ولماذا قد تحدث تلك الأعراض بشكل عام، فلنتابع…
يفيدك ايضًا الإطلاع على:
أهم الأمراض النفسية التى قد تصاب بها الزوجة
من المعلوم أنه وعلى الرغم من تشابه الأعراض المرضية للمرض النفسى لدى كلا الجنسين، إلا أن النساء فى العادة قد تواجه العديد من التحديات دوناً عن الرجال، حيث يمكن أن تصاب ببعض الأمراض النفسية نتيجة بعض العوامل، مثل:
- نوبات الاكتئاب، وهى أحد أبرز الإضطرابات النفسية إنتشاراً بين عموما النساء، وتحدث نتيجة تغير فى نسبة وتوازن الهرمونات فى الجسم، خصوصاً فى بعض الأوقات، مثل الإكتئاب الذى يحدث فى سن اليأس، أو نوبات الإكتئاب التى تحدث ما قبل فترة الحيض، أو الإكتئاب فى فترة ما قبل وبعد الولادة والحمل.
- نوبات القلق، وهى أحد أبرز النوبات أو الإضطرابات النفسية التى قد تصاب بها النساء بشكل عام، وهى عبارة عن نوبات قلق مفرطة وحادة، والتى قد تحدث نتيجة عدة عوامل، كاضطراب القلق الاجتماعي، واضطراب الوسواس القهرى، أو إضطراب القلق العام.
- نتيجة لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن 10% من السيدات الحوامل، و13% من السيدات اللاتى قد وضعن أطفالهن بعد الولادة، قد يعانين من إضطرابات نفسية، وخصوصاً ما يُعرف طبياً بأسم إكتئاب ما قبل الولادة.
- يعتبر اضطراب الأكل أحد أهم علامات المرض النفسى عند الزوجة وذلك لأنه وطبقاً لأحدث الإحصائيات الطبية فى علم النفس، فإن 2 من النساء قد يصابون باضطرابات الأكل فى مقابل 1 من الرجال، حيث تم إجراء تلك الدراسات من قبل الجمعية الوطنية لاضطرابات الأكل.
لماذا قد يحدث المرض النفسى عند الزوجة وما هى أسباب الإصابة به؟
وفقاً لآراء أطباء الأمراض النفسية والعصبية، فإنه من المحتمل أن تصبح جميع النساء عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، وذلك نتيجة ظهور بعض العوامل والأسباب الخطيرة التى قد تؤدى إلى ظهور مشاكل وأمراض عقلية، والتى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلى:
- تعرض بعض النساء إلى إساءات قد تؤثر فى نفسيتهن خلال بعض مراحل الطفولة.
- نتيجة تغيير في كيمياء والهرمونات التى تفرزها خلايا وغدد المخ، ونقص لبعض الهرمونات مثل هرمون الدوبامين.
- وجود تاريخ عائلى أو عوامل وراثية قد تصبح دافع ومؤشر لظهور إصابة ببعض الأمراض النفسية والعقلية.
- بعض المشاكل الإجتماعية التي قد تؤثر فى النساء، مثل الإنفصال عن شريك الحياة.
- بعض التجارب المؤلمة التى تسببت فى التأثير النفسى فى حياة المرأة خلال بعض مراحل حياتها كالطفولة على سبيل المثال، مثل حالات التحرش والاعتداءات الجنسية.
ومن الثابت والمعروف فى الأوساط العلمية أنه لا تختلف كثيراً علامات المرض النفسى عند الزوجة دوناً عنها عند الزوج، حيث يمكن أن يصاب بعض الرجال بتلك الأمراض والمشاكل النفسية مثلهم كمثل النساء، مثل:
- الشعور بالكآبة، أو العزلة الإجتماعية.
- تغيرات ملحوظة وجذرية فى أوقات النوم، والشهية للطعام والأكل.
- عصبية مفرطة، وانفعالات والشعور بالعدوانية.
- الإتجاه لإدمان بعض أنواع المخدرات، أو تناول المشروبات الكحولية، أو حتى التدخين.
ونتيجة لنوبات الاكتئاب التي قد تصاب بها النساء، فإنها قد تتسبب فى حالات كره وتنافر تجاه الزوج، وقد تتسبب فى حدوث حالة من فقدان الشغف، أو الإهتمام، وحزن شديد، فضلاً عن ظهور المشاكل الزوجية، وبعض الضغوط التى قد تتعرض لها الزوجة نتيجة كرهها لزوجها.
وأخيراً، قد يتسأل الكثير من الأزواج عن ما هى الطريقة المثالية فى التعامل مع علامات المرض النفسى عند الزوجة، وما هى أبرز النصائح الطبية التى يمكن أن يتم من خلالها التعامل بشكل أفضل مع الزوجة، حيث تستعرض “نفسى أونلاين” تلك الخطوات فى السطور القادمة.
كيف يتم التعامل مع المرض النفسى عند الزوجة؟
يتم التعامل مع المرض النفسى عند الزوجة عن طريق إتباع الخطوات الآتية:
- من الضروري إظهار الدعم النفسي للزوجة بشكل كامل ودائم، مع دور مساند لها فى تلك الفترة العصيبة التى قد تمر بها.
- من المهم أن تشعر الزوجة أن زوجها دائماً متواجد من أجلها، وأنه يحبها فى جميع حالاتها، سواءاً كانت متعافية، أو حتى ليست فى حالتها الطبيعية.
- التخفيف من الأعباء والواجبات المنزلية على الزوجة، ومساعدتها عليها، والمساعدة على حل الضغوط والمشاكل التى قد تواجهها.
- يعتبر الإستماع إلى الزوجة أحد أبرز الطرق النفسية السليمة التى قد تشعر الزوجة بقيمتها عند الزوج، مع قيام الزوج بالتودد لها واحتوائها دائماً.
- مهم جداً أن يقوم الزوج بنصح زوجته بشكل لين وبطريقة إقناع بضرورة التواصل مع طبيب نفسى.
- لا يجب مواجهة الزوجة بمشكلتها أو مرضها النفسى أبداً، وذلك حتى لا تفقد الثقة بالزوج.
- ينصح أطباء الأمراض النفسية بضرورة القيام بفعل أشياء قد تسعد الزوجة بشكل غير مباشر، وذلك حتى تتحسن الحالة المزاجية لها.
- فى بعض الأحيان قد ترفض الزوجة مساعدة زوجها فى التغلب على المرض النفسي الذي قد تواجهه، مما قد يجعل بعض الأزواج يتركون زوجاتهم فريسة لنوبات الاكتئاب التى قد تؤثر فى الحالة المرضية بشكل أكبر وتعقد من حالتها.
- يجب على الزوج إلتزام الهدوء والحفاظ على الصحة النفسية مع ضرورة عدم لعب دور المُعالج، حتى لا تتفاقم الأزمة.
- من المستحسن أن يقوم الزوج بالقراءة عن المرض النفسى الذى قد تعانى منه زوجته، وذلك حتى يمكنه إجادة التعامل معه بشكل صحيح.
- يمكن أن ينصح الطبيب الزوجة بممارسة بعض الأنشطة اليومية، مثل الأكل والتغذية الجيدة، والنوم لفترات مناسبة وكافية، والقيام بممارسة هوايات وأنشطة تحبها، أو قضاء وقت مع أصدقائها وخروجها للحدائق والمتنزهات، أو حتى ممارسة بعض التمرينات الرياضية التى قد تساعدها على الإسترخاء والتأمل، مثل رياضة اليوجا، إلى جانب تدوين بعض اليوميات، أو المشاعر والأفكار بشكل يومى.
المصادر:
