العنف الاسري | انواعه واسبابه وكيفية التخلص من آثاره
العنف الاسري أحد أسوأ أنواع العنف التي ظهرت في الآونة الأخيرة، وباتت أشبه بالظاهرة لكثرة حوادثها، ولأنها تفت في عضد المجتمع وتتسبب في خلق أجيال مضطربة نفسياً وسلوكياً وأخلاقياً.
ومن ثم فإن مركزنا يقدم أفضل العلاجات النفسية والسلوكية للأشخاص المتضررين من تجربة العنف الاسري، والذين يعانون من عدة اضطرابات نفسية.
فإذا كنت عزيزي القارئ قد مرت بك تجربة مماثلة، ولا زلت تعاني من آثارها وتبحث عن علاج يساعدك على تجاوزها والتعامل الأمثل معها، فيمكنك الاتصال بنا عن طريق هذا الرابط:
ما هو مفهوم العنف الاسري؟
إن مفهوم العنف الاسري واسع وشامل حيث يضم كافة الممارسات السلوكية العنيفة التي يتبناها الآباء والأمهات في رحلة التربية، سواءً عن عمد أو جهلاً منهم بما تسببه تلك الممارسات، كما يشمل ممارسات العنف البعيدة عن منهج التربية، والتي تتم بناء على دوافع انتقامية أو عدائية نتيجة لاضطراب العلاقة الأسرية وسيرها على نهج غير سوي.
كما يعرفه البعض بأنه أي ممارسات عنيفة بين أفراد الأسرة الواحدة، يقصد بها إثارة الخوف أو الهلع أو الشعور بالتهديد، سواء من بعض الإخوة تجاه البعض الآخر أو من الأزواج تجاه الزوجات أو الأبناء أو العكس.
ما هي أنواع العنف الاسري؟
أما عن أنواع العنف الاسري فهي أكثر من أن تحصى، حيث تشمل كافة أساليب العنف المادي أو الأدبي، والتي يمكن تقسيمها إلى ما يلي:
- العنف اللفظي.
- العنف الجسدي.
- العنف الجنسي.
- العنف النفسي.
- القسر الاقتصادي.
أما الأشكال المختلفة والصور التي تعبر عن هذا العنف فهي كثيرة ومتفاوتة في حدتها، ولعل أبرزها ما يلي:
الإساءة اللفظية
تمثل الإساءة اللفظية والتي تشمل الشتائم والسباب، ووصف الشخص بأوصاف سلبية ومهينة عند ارتكاب أي خطأ، أو عند إصدار الأوامر والتعليمات صورة من أكثر صور العنف التي يمارسها معظم أفراد الأسرة، باختلاف قوتها وحدتها وفجاجتها، و وباختلاف الشخص الذي يمارسها فقد تصدر عن الأب أو الأم تجاه الأبناء وقد تصدر عن بعض الإخوة تجاه البعض الآخر أو غيره.
المقارنة الهدامة
جعل الفرد في وضع مقارنة دائمة مع الأقران أو الإخوة أو غيرهم، يمثل درب من العنف المعنوي والنفسي الذي يؤذي الشخص نفسياً إلى أبعد الحدود، ويؤثر عليه سلبياً، ويعد من أشهر أنواع العنف الاسري ضد الأطفال، والذي يعاني منه قطاع عريض من الأطفال دون وعي من الأهالي، كما أنه يتعرض له الكبار في مختلف مراحل الحياة.
اقرأ المزيد :- العلاج المعرفي السلوكي للوساوس الدينية وأهم استراتيجياته
التنمر أو السخرية
في حالة وجود فرد من أفراد الأسرة يعاني من عجز ما أو عيب خلقي أو أي مشكلة تثير شعوره بالخجل والنقص، فإن السخرية منه والتنمر عليه من أقرب المقربين إليه وهم أفراد أسرته، فهو شكل من أشكال العنف التي لا تغتفر والتي لا تختفي آثارها السلبية من الذاكرة وتبقى قابعة فيها حتى نهاية العمر.
الاضطهاد والرفض
قد يعاني بعض أفراد الأسرة من اضطهاد بقية الأفراد له ورفضه، لوجود عيب ما أو إعاقة أو نحوه، وقد يحدث هذا بدافع تفضيل جنس على آخر، مثل تفضيل بعض الأسر للذكور عن الإناث، أو بسبب المستوى الدراسي أو غيره، فيكون عنفاً نفسياً لا يقل ضرراً عن العنف المادي الملموس.
الضرب
الضرب والعقاب الجسدي والتعرض للإيذاء البدني بصور غاية في العنف والقوة، أصبح من الأشكال الشائعة التي يمارسها الأزواج ضد بعضهم أو الآباء والأمهات ضد الأبناء، حتى الأطفال الصغار، أصبحوا عرضة لهذه المظاهر العنيفة، فنحن نسمع ونقرأ كل يوم حوادث تعذيب الأطفال على أيدي أسرهم وذويهم.
الحرمان المادي
الحرمان من اللباس أو الطعام أو الشراب أو الدواء، أو حتى الحرمان من الرفاهيات العادية مع القدرة على توفيرها يعد ضمن أنواع العنف الشائعة، والتي غالباً ما تحدث في حالات انفصال الزوجين أو وجود مشاكل أسرية كبيرة بينهما.
الإقصاء والتهميش
الإقصاء والتهميش وعدم احترام أحد أفراد الأسرة، كعدم إعطائه الفرصة للتعبير عن رأيه أو المشاركة في القرارات العامة والحيوية التي تخص الأسرة، أو السخرية من آرائه وعدم الاستماع إليه أو إعارته أي اهتمام، فضلاً عن تجاهل رغباته واحتياجاته بصورة واضحة، صورة من صور العنف الأدبي والمعنوي التي تؤدي إلى نتائج كارثية من حيث تشويه العلاقة الأسرية وانتهاك قدسيتها من قبل الأشخاص الذين يتعرضون لتلك الممارسات.
التكليف بالأعمال الشاقة
يمارس بعض الأفراد العنف تجاه البعض الآخر بالتكليف بالأعمال والمهام اليومية الشاقة التي لا تتناسب مع عمره أو طاقته، مثل إلزام الأسرة للابن بالعمل وجلب المال في سن مبكرة، وفي هذا انتهاك واضح لحقوق طفولته.
كذلك تكليف الإناث أو الأطفال عموماً بالقيام بأعمال المنزل الشاقة في سن مبكرة، وإجبارهم على ذلك بالتهديد أو التعنيف أو غيره.
الحرمان من التعليم
أشد أنواع الحرمان على الإطلاق والتي يمنع الشخص فيها من حقه في تحصيل العلم، والحصول على الفرصة المناسبة للتعلم والارتقاء بحياته ومعرفته، مما يفرض عليه البقاء في وضع اجتماعي ومادي معين.
فرض القرارات
يمثل الشعور بالقهر والإجبار الذي يمارسه بعض أفراد الأسرة تجاه البعض الآخر في القرارات الهامة والمصيرية صورة أيضاً من صور العنف الصامت التي تدفع الفرد إلى اتباع سلوكيات عدائية وغير أخلاقية سيئة للغاية.
الاعتداء الجنسي
يظل الاعتداء الجنسي الأسري بما ينطوي عليه من شذوذ وخلل في الفطرة، وانحراف سلوكي ونفسي غاية في الخطورة الصورة الأكثر بشاعة وسوءا بين جميع صور العنف التي ذكرناها، والتي باتت منتشرة بصورة تدعو للقلق، فكثرت حوادث اعتداء الإخوة على إخوانهم أو الأب أو على الأم، أو الأقارب من الأخوال والأعمال والمحارم، مما يعني فقدان كامل الشعور بالأمان أو الحماية داخل مؤسسة الأسرة، ومن باب أولى خارجها، الأمر الذي يجعل ضحايا هذا النوع من العنف أشخاص مشوهين نفسياً وسلوكياً، ناقمين على المجتمع والقيم والأخلاق، يحملون عداءً غير عادي تجاه الآخرين.
قد يهمك :- الاستراتيجيات السلوكية لإدارة الاكتئاب وعلاجه نهائياً
ماذا تفعل عند التعرض للعنف الاسري؟
يمثل التعرض للعنف الأسري في مراحل عمرية مبكرة، كما يحدث للأطفال في عمر المدرسة أو حتى قبل ذلك، مشكلة حقيقية لأنهم لا يملكون أي قدرة على التصرف لصغر سنهم، وفي هذه الحالة يجب على من يلاحظ تعرض الأطفال إلى أي مظهر من مظاهر العنف الأسري أن يكون إيجابياً ولا يتأخر عن إبلاغ الجهات المسؤولة.
أما في حالة تعرض شخص بالغ وقادر على التصرف لمحاولات الاعتداء اللفظي أو البدني أو الجسدي أو غيره فيجب بالتواصل مع المركز المكلف بتلقي بلاغات العنف الأسري على الرقم المجاني (1919)، والذي يعمل على استقبال الاتصالات مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، كما يمكن إرسال رسالة إلكترونية إلى: 1919@hrsd.gov.sa.
أو القيام بالتوجه المباشر إلى أي من وحدات الحماية الاجتماعية في المنطقة المحيطة به، ومن ثم ينبغي أن يكون لدى الجميع الوعي الكافي بهذه الجهات وكيفية الوصول إليها لطلب المساعدة.
وأخيراً نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا عن العنف الأسري والذي تناولنا فيه جانبا هاما من جوانب تلك المشكلة الاجتماعية الخطيرة، والتي يجب التصدي لها بحزم وقوة.
المصادر:-
