ما هي فوبيا الاماكن الفسيحة؟ وكيف يمكن علاجها؟
الاماكن الفسيحة قد تكون سبب في خوف بعض الأفراد في بعض الأحيان، حيث تعد واحدة من اضطرابات القلق وتسمى بالأجروفوبيا، وفي المركز النفسي الخاص بنا نعالج جميع أنواع الفوبيا المختلفة، على رأسهم الأجروفوبيا، من خلال العديد من الاستراتيجيات العلاجية الفعالة المقدمة من قبل فريق نفسي مختص يتمتع بالكفاءة والخبرة والدقة العالية.
الاماكن الفسيحة
في الوقت الحالي انتشر سؤال ما هو مرض أجروفوبيا؟ وفي الواقع يمكن تعريفه بأنه إحدى أنواع اضطرابات الفوبيا، التي تحدث نتيجة التواجد داخل الاماكن الفسيحة بين العديد من الأشخاص، بحيث يتسبب في خوف المصاب به والإحساس بأنه محاصر، وهو أصعب أنواع الفوبيا والأكثر تقييدًا مقارنة بالأنواع الأخرى منها.
في الغالب يصعب على المصابون بفوبيا الاماكن الفسيحة الإحساس بالأمان والسكينة داخل أي مكان عام، لاسيما الأماكن العامة التي يوجد بها حشد كبير من الناس.
أعراض فوبيا الاماكن الفسيحة
يمكن تصنيف أعراض فوبيا الاماكن الفسيحة إلى 3 مستويات مختلفة، حيث تظهر علامات على السلوك وأخرى على العادات اليومية، وأخرى على الحالة الجسدية للمصاب، وفيما يلي بيان بكافة أعراض الأجروفوبيا بالتفصيل:
علامات تظهر بالعادات اليومية
والتي تتمثل في النقاط التالية:
- انعدام القدرة على استعمال الوسائل العامة للمواصلات والنقل.
- الخوف من البقاء في الأماكن والمساحات المفتوحة.
- عدم القدرة على البقاء داخل الأماكن المغلقة.
- الخوف من الوقوف في الصفوف.
- عدم التمكن من البقاء في جمع من الناس.
- الخوف من البقاء خارج البيت بمفرده.
أعراض جسدية
وتحدث بمجرد التعرض لنوبات الخوف وتكون كما يلي:
- تسارع معدل نبضات القلب.
- فرط التنفس أو ضيق التنفس.
- الإحساس بالمرض.
- التعرق المفرط.
- آلام الصدر والإحساس بانعدام الراحة.
- الدوار.
- الضعف.
- اضطراب الجهاز الهضمي.
- التقيؤ.
- الإصابة بالقشعريرة والاحمرار.
- الإحساس بالارتباك.
- الاختناق.
- التعرض للرجفة.
علامات سلوكية
وتكون كما يأتي:
- تغيير المصاب لتصرفاته سواء في العمل أم البيت أم في المدرسة.
- تجنب المصاب لرؤية أصدقائه.
- الابتعاد عن التسوق خارج المنزل واستبداله بالتسوق الأون لاين.
- البدء في إدمان تناول الكحوليات والمواد المخدرة.
- الاتكالية والاعتماد المفرط على الآخرين.
- البقاء في البيت لفترات زمنية طويلة.
قد يهمك :- الاجروفوبيا أو رهاب الخلاء| كيفية التشخيص والعلاج
أسباب فوبيا الاماكن الفسيحة
في الواقع لم يتم العثور على السبب الواضح وراء حدوث الإصابة بفوبيا الاماكن الفسيحة حتى الآن، ولكن يعتقد أنها لها علاقة باضطرابات الخوف الموجودة لدى الشخص مسبقًا، إذ تتسبب اضطرابات الهلع في معاناة الفرد من نوبات خوف حادة وقصيرة دون مبرر واضح، حيث يعاني 1/3 الأفراد المصابين باضطرابات الخوف من متلازمة الأجروفوبيا، ومع ذلك قد تحدث فوبيا الاماكن الفسيحة بمفردها.
عوامل خطر الإصابة بالأجروفوبيا
من المحتمل أن يبدأ ظهور الأجروفوبيا منذ مرحلة الطفولة، ولكنه في الغالب ما يظهر في السنوات المبكرة لمرحلة البلوغ أو في السنوات الأخيرة من مرحلة المراهقة، حيث تعاني السيدات من فوبيا الاماكن الفسيحة بصورة أكبر مقارنة بالرجال، وفيما يلي عوامل خطر الإصابة بفوبيا الاماكن الفسيحة:
- الإصابة باضطرابات الخوف أو أنواع أخرى من الفوبيا.
- الاستجابة بسهولة لنوبات الرهاب بالخوف المفرط.
- العصبية وسرعة الانفعال والقلق.
- وجود تاريخ أسري مع المرض.
- المرور بأحداث حياتية مؤلمة، على سبيل المثال: التعرض للاعتداء أو الإساءة، أو موت أحد الوالدين.
اقرا المزيد :- فوبيا الثقوب| الأعراض والتشخيص والعلاج
مضاعفات فوبيا الاماكن الفسيحة
في حالة إهمال علاج فوبيا الاماكن الفسيحة، فإنها قد تتسبب في خفض جودة حياة المصاب بها بصورة كبيرة، بحيث تتسبب في ظهور المضاعفات التالية:
- عدم تمكن المصاب من أداء الأنشطة الخارجية، على سبيل المثال: الذهاب للمدرسة أو العمل، أو التمكن من ممارسة الهوايات أو التواصل الاجتماعي مع المحيطين به.
- من المحتمل أن يدرك المصاب بالأجروفوبيا أن خوفه وقلقه غير منطقيين، ومع ذلك يشعر بالعجز وعدم القدرة على اتخاذ الإجراء الصحيح حيال ذلك.
- الإحساس بالإحباط واليأس والغضب من النفس.
- تملك المشاعر السلبية المدمرة للذات من المصاب.
- ارتفاع احتمالية الإصابة بمتلازمة الاكتئاب الحاد أو اضطراب القلق المزمن.
- لجوء المصاب إلى الأفعال الغير صحية والخاطئة للتخلص من واقعه المؤلم، على سبيل المثال: الإدمان على المواد المخدرة، أو الإفراط في شرب الكحوليات.
شاهد أيضا :- أسباب فوبيا الدم وأعراضها وطريقة التخلص منها
طرق تشخيص الأجروفوبيا
في حالة اعتقاد الفرد بإصابته بفوبيا الاماكن الفسيحة، وأن جودة حياته اليومية تنخفض بسبب القلق المتزايد، فمن الضروري أن يتوجه إلى الاستشارة الطبية النفسية، والتحدث مع الطبيب النفسي عما يعانيه.
في الغالب سيقوم الطبيب النفسي بتقييم كافة الأعراض التي يعاني منها المصاب، ثم التحقق مما إذا كان هناك اضطرابات صحية أساسية تتسبب في ظهور تلك الأعراض أم لا، بالإضافة إلى سؤال الطبيب النفسي عن التاريخ المرضي للمصاب وطبيعة وحدة ومدة الأعراض التي يعاني منها، بحيث قد يطرح الطبيب بعض الأسئلة على المصاب كما يلي:
- هل تشعر بالتوتر والقلق حيال الخروج من المنزل؟
- هل توجد مواقف أو ذكريات أو أماكن تتعمد تجنبها لأنك تشعر بالخوف تجاهها؟ وما سبب خوفك منها؟
- هل أنت شخصية اتكالية وتعتمد دائمًا على الآخرين لأداء مهامك اليومية والتسوق بدلًا منك؟
من المحتمل أن يشخص الطبيب النفسي فوبيا الاماكن الفسيحة طبقًا للأعراض التي يعاني منها المصاب، وعدد مرات وقوعها، ومدى حدتها، وحتى يتمكن الطبيب من تشخيص الأجروفوبيا يجب أن يوجد إحساس بالهلع الحاد لدى الشخص على الأقل في موقفين اثنين من المواقف التالية:
- استعمال المواصلات العامة.
- البقاء داخل أماكن مفتوحة.
- التواجد داخل أماكن مغلقة، على سبيل المثال: السينما.
- البقاء في أماكن مكتظة بالناس.
- التواجد في الخارج دون مرافقة أحد.
- وجود هلع غير ملائم للتهديد.
- معاناة المصاب من علامات سلوكيات الضيق المتسبب في تعطيل الحياة اليومية الخاصة به.
تابع المزيد :- تريبوفوبيا ماذا تعني؟ وكيفية الشفاء نهائياً منها؟
أساليب علاج فوبيا الاماكن الفسيحة
يمكن علاج فوبيا الاماكن الفسيحة من خلال اتباع الأسلوبين التاليين:
العلاج النفسي
ينطوي العلاج النفسي على حضور المصاب جلسات فردية برفقة المعالج النفسي واتباع منهج العلاج المعرفي السلوكي، لتحديد الأهداف ومعرفة المهارات العلمية وتعلمها، لخفض علامات القلق لدى المصاب، حيث يعتمد العلاج المعرفي السلوكي على تعليم المصاب قدرات معينة لمعرفة كيفية التعامل مع القلق والتوتر بصورة أفضل، بحيث يتعلم المصاب خلاله ما يلي:
- العوامل المتسببة في نوبات الهلع والخوف أو ظهور علامات تشبه الذعر.
- طريقة التعامل السليم مع علامات القلق والخوف.
- أساليب لتحدي المخاوف مباشرةً.
- طريقة خفض الإحساس بالقلق بصورة تدريجية في حالة التعرض للمواقف المحفزة للخوف والهلع، وكيفية السيطرة على الأعراض الناتجة عند حدوثها.
- كيفية تغيير التصرفات السلوكية الغير صحية عن طريق التخلص من التحسس.
العلاج الدوائي
في الغالب ما يعتمد العلاج الدوائي للأجروفوبيا على استهلاك العلاجات الدوائية الآتية:
مضادات الاكتئاب
يلجأ الأطباء إلى وصف أنواع معينة من مضادات الاكتئاب، وتدعى مثبطات عملية امتصاص السيروتونين، على سبيل المثال: دواء سيرترالين، وعلاج فلوكستين، لعلاج نوبات الهلع المصاحبة لفوبيا الاماكن الفسيحة.
مضادات القلق
يصف أغلب الأطباء مضادات القلق التي تدعى البنزوديازيبينات، وهي عبارة عن أدوية مهدئة للتقليل من أعراض القلق بصورة مؤقتة، ومع ذلك قد يستغرق العلاج الدوائي عدة أسابيع لتقليل الأعراض المصاحبة للأجروفوبيا، لذا قد يلجأ الطبيب إلى وصف أكثر من نوع من أدوية مضادات القلق للمصاب، إلى أن يعثر على ما يناسبه منهم.
في الحقيقة يعد رهاب الاماكن الفسيحة من أقسى أنواع الفوبيا على الإطلاق؛ لكونه يفرض على المصاب به التقييد نوعًا ما وعدم القدرة على ممارسة الحياة اليومية بصورة طبيعية، ولكن مع اتباع الخطة العلاجية المناسبة، يمكن التخلص من الأجروفوبيا نهائيًّا، والحصول على حياة أفضل وأكثر متعة.
المصادر
