مرض الشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية | الأسباب والأعراض
مرض الشيزوفرينيا أو الفصام هو اضطراب عقلي يتميز بسلوك غير طبيعي وتفكير مشوش. وهو من أشد الأمراض النفسية خطورة، ويصيب الناس من جميع الأعمار والأجناس والأعراق. يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من الهلوسة والأوهام والكلام غير المنظم وضعف التفاعل الاجتماعي ونقص الحافز والتعبير العاطفي. قد تظهر عليهم أيضًا علامات الاكتئاب أو القلق. يمكن أن يكون لمرض الشيزوفرينيا تأثير عميق على حياة المتضررين وأسرهم. مع العلاج المناسب، يمكن للأفراد أن يعيشوا حياة مُرضية على الرغم من تشخيصهم. يشمل العلاج عادةً الأدوية لتقليل الأعراض مثل الهلوسة والأوهام، بالإضافة إلى العلاج النفسي لمساعدة الأفراد على إدارة مرضهم بشكل أفضل وتعلم مهارات التأقلم للحياة اليومية، وفي هذه المقالة سنتحدث عن المقصود بالشيزوفرينيا، والأسباب المؤدية إليه، وأشهر الأعراض التي تظهر على المصابون به، وأهم الطرق العلاجية.
ما هو مرض الشيزوفرينيا؟
يمكن تعريف مرض الشيزوفرينيا (الفصام) بأنه اضطراب ذهاني حاد يؤثر بشكل واضح على طريقة التفكير والشعور والتصرف. يتسم هذا المرض بالأوهام والهلوسة، وصعوبة التفكير ، وقلة الحافز، والسلوكيات غير المعتادة، ويعاني المصابون به في الغالب من صعوبة في التأقلم أو ممارسة الواجبات اليومية بشكل طبيعي، وقد أظهرت الأبحاث والدراسات الحديثة أن الفصام يؤثر على كل من النساء والرجال بشكل متساوٍ إلى حد ما، إلا أن ظهوره قد يكون مبكرًا عند الرجال، وأكدت الأبحاث، أن المعدلات متشابهة في جميع أنحاء العالم، وأنه من المحتمل أن تكون أعمار المصابون بالفصام أقل من باقي الأشخاص العاديون، ولعل أهم أسباب ذلك هو ارتفاع نسبة المصابون بالحالات الطبية، مثل: أمراض السكري، وأمراض القلب.
ما هي أسباب مرض الشيزوفرينيا؟
معظم المصابون بالفصام لا يشكلون خطورة ولا يكونوا أكثر عنفًا من باقي الأشخاص، وهؤلاء الأشخاص لا ينتهي بهم الأمر إلى التشرد – كما يعتقد البعض-، ولا يوجد سبب واضح حتى الآن لمرض الفصام، لهذا يعمل الخبراء وعلماء النفس على كشف أسباب مرض الشيزوفرينيا، وذلك من خلال دراسة علم الوراثة والجينات، واستخدام التصوير المتقدم لبنية الدماغ ووزيفته، وإجراء الأبحاث السلوكية، ولعل هذه الأساليب تبشر بوجود علاجات جديدة وأكثر فاعلية، ومن أهم الأسباب التي اكتشفها الباحثون ما يلي:
-
العوامل الوراثية
يمكن أن يكون لمرض الفصام جذور في الأباء أو الأجداد، ومن ثم، فإنه من الوارد انتقال هذا المرض إلى الأبناء أو الأحفاد، وهنا تؤثر العوامل الوراثية بشكل رئيسي في ظهور الفصام.
-
اختلال كيمياء الدماغ
قد لا يتمكن المصابون بمرض الشيزوفرينيا من تنظيم كيمياء الدماغ (الناقلات العصبية)، وهي التي تتحكم في مسارات معينة للخلايا العصبية المؤثرة على التفكير والسلوك.
-
الصدمات النفسية
من الطبيعي أن تؤثر الصدمات النفسية على العمليات الذهنية، وعند التعرض لحادث نفسي قاسي تحدث اعتلالات عقلية، ومن ثم يكون من الوارد الإصابة بمرض الفصام.
-
المحفزات البيئية
يمكن أن تمثل العوامل البيئية سبب في الإصابة بمرض الشيزوفرينيا، حيث أن التعرض للسموم المخدرة، والإلتهابات الفيروسية، والمواقف المجهدة قد تؤدي إلى الإصابة بالفصام.
كيف اعرف أعراض مرض الشيزوفرينيا؟
تظهر أعراض مرض الشيزوفرينيا في الغالب عند الذكور في أواخر مرحلة المراهقة وأوائل عشرينات، كما أنها تظهر لدى الإناث في أوائل العشرينات وأوائل الثلاثينيات من العمر، ويمكن أن تستمر الأعراض أيامًا أو أسابيع أو حتى أعوام، لأنه من الصعب اكتشاف هذا المرض، نظرًا لعدم وجود محفز محدد، فقد تلاحظ تغييرات سلوكية بشكل طفيف خاصة لدى المراهقين، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:
-
الأعراض الإيجابية، ومنها:
- الأوهام
- الهلوسة
- كتاتونيا (سلب الإرادة)
-
الأعراض غير المنظمة، ومنها:
- الكلام غير المنظم وصعوبة التواصل.
- النسيان وإضاعة الأشياء.
- تكرار الإيماءات أو الحركات.
- صعوبة فهم الأصوات والمشاهد والمشاعر.
- الكتابة الكثيرة بدون معنى.
- عدم التمكن من اتخاذ القرارات.
-
الأعراض المعرفية، ومنها:
- مشكلة في فهم المعلومات واستخدامها بشأن اتخاذ قرارٍ ما.
- صعوبة في استخدام المعلومات فور التعرض لها أو تعلمها.
- مشاكل في الاعتراف بوجود أي من المشاكل السابقة.
-
الأعراض السلبية، ومنها:
- العادات السيئة في النظافة والعناية الشخصية.
- فقدان المتعة أو الاهتمام بالحياة.
- قلة الكلام.
- عدم وجود الحافز.
- قلة الطاقة.
- قلة المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- الانسحاب من الأصدقاء والأسرة.
- قلة العواطف أو محدودية المشاعر.
ما هو علاج مرض الشيزوفرينيا؟
رغم عدم اكتشاف علاج نهائي للفصام أو ما يسمى بمرض الشيزوفرينيا، إلا أن عديد من المرضى يتحسنون مع قليل من الأعراض، ويمكن تناول مجموعة متنوعة من الأدوية والعلاجات الطبية المضادة للذهان، وهي فعالة في تقليل الأعراض في مرحلتها الحادة، كما أنها تساهم في تقليل احتمالية حدوث نوبات شديدة وحادة في المستقبل، علاوة على أن العلاجات النفسية، مثل: العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج النفسي الداعم، هي من أهم الطرق العلاجية في تقليل والسيطرة على أعراض مرض الفصام، ويقدم مركز نفسي أونلاين مجموعة احترافية من البرامج والاختبارات العلاجية النفسية لهذا المرض، من خلال كوادر طبية ونفسية متخصصة وعلى درجة علمية عالية، اطلب خدمات الدعم النفسي الآن من مركزنا، وستجد العلاج الآمن والمناسب لك، نحن بانتظارك.
المصادر:
https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/schizophrenia/overview/
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/schizophrenia/symptoms-causes/syc-20354443
https://www.psychiatry.org/patients-families/schizophrenia/what-is-schizophrenia
https://www.webmd.com/schizophrenia/mental-health-schizophrenia