مرض السرقة عند الاطفال والكبار اسبابه وعلاجه نهائياً
مرض السرقة هو أحد أمراض العصر التي تفشت مؤخراً بصورة كبيرة، حيث أنها لا تقتصر على شريحة معينة فهي تنتشر في الطبقات الراقية والفقيرة على حد سواء، حيث إنها لا ترتبط بالحاجة لكنها حالة مرضية، لذلك دعونا نتعرف على مزيد من المعلومات حول تلك الحالة وكيفية التخلص منها.
تعريف مرض السرقة
يمكننا تعريف مرض السرقة أو الـ Kleptomania بأنه حالة من الهوس التي تنتاب في كبيرة من الأشخاص بحيث تدفعهم إلى امتلاك بعض الأشياء بدون وجه حق، حيث إنه في كثير من الأحيان لا يكون الدافع هو الحاجة الشديدة أو الرغبة المُلحة في امتلاك ذلك الشيء بقدر عدم القدرة على مقاومة ذلك الشعور داخله أو السيطرة عليه.
حيث نجد حوالي 80% من مرضى السرقة يقومون بالتخلص من تلك الأشياء بعد سرقتها بل والشعور بالندم الشديد كذلك لا يرتبط ذلك الهوس بالمستوى المادي حيث نجد انتشار كبير لتلك الحالة في الطبقات الراقية أو ميسورة الحال بحيث لا يستدعي القيام بذلك التصرف.
أعراض مرض السرقة
هناك بعض الأعراض التي تظهر على مريض السرقة بشكلٍ عام، فنجد مثلاً:
- الشعور بالسعادة أثناء التخطيط لسرقة الشئ أو عند التنفيذ يلاحقه شعور بالذنب عند إتمام السرقة.
- القلق الدائم والدخول في نوبات من التوتر بحيث يخشى دوماً من افتضاح أمره.
- الكذب واختلاق الأكاذيب الواهية حتى يتم تغيير مجريات الأمور وعدم التفتيش وراءه.
قد يهمك :- أهم ما يجب معرفته حول مرض السرقة
أسباب السرقة عند الكبار
تعددت أسباب مرض السرقة وذلك وفق الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية الصادر عن الولايات المتحدة، فنجد مثلاً:
- وجود خلل في النواقل العصبية في الدماغ المسؤولة عن استقبال وإرسال الإشارات، بحيث يتأثر هرمون الدوبامين والسيروتونين وتظهر أفكار منحرفة أو عدوانية.
- تناول بعض العقاقير المخدرة التي تؤثر على كيمياء المخ بحيث يصعب السيطرة على حالة السرقة التي تصيب الشخص.
- الإصابة بأي من حالات الاكتئاب من قبل، بحيث لم يتم علاجها على نحو صحيح وبالتالي تتسبب في حدوث اضطرابات عقلية.
- وجود خلل في المخ بسبب تناول المواد الأفيونية والتي تضعف أمامها مقاومة الالحاحات.
- التعرض لبعض الصدمات النفسية مثل انفصال الوالدين أو التحقير المستمر داخل الأسرة فقد ينشأ حالة نفسية تتمثل في السرقة.
- الإصابة باضطراب نفسية أخرى مثل اضطرابات ثنائية القطب أو الشره المرضي كذلك الإصابة بالوسواس القهري.
- تناول العقاقير المضادة للذهان من قبل والتوقف عنها بصورة مفاجئة.
قد يهمك :- اعراض الاكتئاب المتوسط والخفيف واسبابه وعلاجه
كيفية العلاج من مرض السرقة
يمكن أن يتم العلاج من مرض السرقة عن طريق إتباع عدة استراتيجيات مختلفة، فنجد أبرزها:
العلاج النفسي
وهو أولى الخطوات نحو الشفاء، حيث يقوم الطبيب بالتحدث مع الحالة والبحث عن جِذر المرض ومحاولة التخلص منه تدريجياً، كما يتم التركيز على الأفكار والمشاعر السلبية التي تقود الشخص لتنفيذ تلك الخطوة، بحيث يتم غرس أفكار أخرى إيجابية تساعده على التخلص من تلك الحالة، فضلاً عن التركيز على مهاراته وقدراته وبالتالي ينشغل بتطويرها ويصرف ذهنه عن ذلك الهوس.
العلاج المعرفي
لا يقل العلاج المعرفي عن العلاج النفسي، حيث يتم من خلاله مواجهة المريض واستخدام بعض التقنيات المتطورة لمعالجة ذلك الخلل، فضلاً عن حضور جلسات جماعية لأشخاص يعانون من نفس الحالة بحيث يتم مشاركة الأفكار والمشاعر، ليس هذا فحسب بل ويتم أيضًا إنشاء روتين يومي جديد ومختلف يلفت انتباه المريض ويجعله يعود إلى مستواه الطبيعي قبل الإصابة بتلك الحالة.
العلاج الدوائي
يعتبر العلاج الدوائي هو آخر الخطوات التي يلجأ إليها الطبيب المعالج في حال فشل الخطوات السابقة، بحيث يقوم الطبيب بتقديم جرعات من العقاقير المثبطة لامتصاص السيروتونين، حتى تساعد على معالجة خلل النواقل العصبية والسيطرة على ذلك الهوس.
العلاج بالتنفير
وهو أحد التقنيات الحديثة التي يتم من خلال ربط الحالة المرضية مع بعض الأفكار المنفرة أو الأفعال الغير مستحبة، حيث يتم كتم الأنفاس على سبيل المثال عند محاولة السرقة.
قد يهمك :- الوسواس القهري أعراضه وأنواعه ومضاعفاته الخطيرة وعلاجه
مرض السرقة عند الأطفال
يعتبر مرض السرقة عند الأطفال أمر طبيعي، حيث يحاول الطفل امتلاك الأشياء دون وعي حتى سن الخامسة، حيث إنه لا يعي بخطورة تلك الحالة عليه أو حجم الضرر الواقع على الآخرين، ففي تلك الحالة يجب أن يتم تدخل الأهل لكن بطريقة صحيحة دون تعنيف أو ضرب حتى يستوعب أن ذلك الفعل غير محبب من خلال طرح بعض القصص أو الحواديت التي توضح قيمة الأمانة.
في حال عدم إستجابة الطفل لذلك المفهوم حتى سن السابعة، هنا يتم التدخل بالثواب والعقاب، أما إذا تكرر ذلك الفعل ففي تلك الحالة يفضل اللجوء إلى المتخصصين، فغالباً ما يعود ذلك الفعل إلى مقارنة الطفل باقرانه أو التوبيخ المستمر على أتفه الأسباب فضلاً عن الضرب المبرح أو السخرية منه، بحيث يولد داخل الطفل عقد نفسية تظهر على شكل السرقة.
السرقة عند المراهقين
أما عن مرض السرقة عند المراهقين فهو يختلف تماماً عن الأطفال، حيث أن سلوك السرقة في فترة المراهقة يشير إلى وجود خلل في المنظومة الأخلاقية لدى المراهق؛ مما يوجب التدخل الفوري من أجل معالجة ذلك السلوك عن طريق الاستعانة بمتخصص، حيث يقوم بالبحث عن دوافع المراهق والبدء في معالجتها، والتي غالباً ما تعود إلى الأسرة.
حيث تشير الإحصاءات أن نسبة كبيرة من المراهقين الذين يعانون من هوس السرقة لديهم اضطرابات أسرية أو مشاكل متعلقة بـ الوالدين والأخوات، بحيث تؤثر سلباً على حالتهم النفسية، ومن ثمّ فإن أول خطوات العلاج هي التواصل مع الأسرة ومحاولة تقديم الدعم المعنوي للشخص المصاب بحالة الهوس.
تابع ايضا :- فقدان الذاكرة اللحظي انواعه واعراضه واسبابه وعلاجه
هل السرقة مرض وراثي؟
لا يمكننا إعتبار مرض السرقة وراثي، حيث إنه سلوك مكتسب من البيئة المحيطة أو بسبب بعض الاضطرابات النفسية لكنه لا ينتقل عن طريق الچينات، لكن في حال إصابة أحد الوالدين بذلك الداء فمن الممكن أن يقوم الطفل بتقليد ذلك السلوك، حيث أن الحالة النفسية والاجتماعية للشخص هي العامل الرئيسي وراء الإصابة بذلك المرض، لذا فإن خطة العلاج تستهدف علاقة المريض بأقاربه والمحيطين به ثم معالجة الاضطرابات الهرمونية فيما بعد.
ما هي السرقة المرضية؟
تعتبر السرقة مرض نفسي يصيب بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية ومشاكل متعلقة بالناقلات العصبية بحيث تدفعهم إلى سرقة الأشياء، وهي غالباً لا ترتبط بالمستوى المادي، حيث يقوم أغلب المرضى بالتخلص من تلك الأشياء بعد سرقتها.
كيف تعالج مرض السرقة؟
يمكن أن يتم معالجة مرض السرقة من خلال إتباع خطة علاجية متكاملة تستهدف العلاج النفسي في المقام الأول ثم العلاج المعرفي السلوكي يليه العلاج الدوائي واستراتيجيات العلاج بالتنفير.
هل تعتبر السرقة مرض نفسي؟
نعم، يمكننا اعتبار السرقة مرض نفسي أو حالة من الهوس التي تصيب بعض الأشخاص على مراحل عمرية مختلفة، لكن يجب أن يتم معالجتها وفق أسس علمية حديثة حتى يتم السيطرة عليها والتخلص منها للأبد.
المصادر :-