ما هى أهم أعراض الإكتئاب الذهاني؟
يصاب العديد من الأشخاص بنوبات إكتئاب قد تتراوح فى درجتها وتأثيرها على الحالة النفسية للمريض، والتى قد تكون من خفيفة مروراً بالمتوسطة، إلى الحادة، حيث يمكن أن تترافق مع تلك النوبات بعض الأعراض الأخرى التى قد تكون نتيجة للعديد من الاختلالات التي قد تحدث نتيجة بعض المشاكل الحيوية فى الجسم، ومن ضمن تلك النوبات ما يُعرف بأسم الإكتئاب الذهاني.
فى البداية توضح “نفسى أونلاين” فى خلال السطور القادمة لهذا المقال بعض أهم المعلومات التي قد توضح أهم الأعراض والأسباب عن نوبات الإكتئاب الذهاني، وطرق الوقاية منه وعلاجه، إلى جانب أبرز مضاعفاته ومخاطره على الصحة النفسية والجسدية معاً للمريض، فلنتابع…
ما هو الإكتئاب الذهاني؟
يُعرف الإكتئاب الذهاني بأنه عبارة عن نوع من أنواع نوبات الإكتئاب الشديدة، والتى قد تتخللها بعض الهلاوس يحدث نتيجة عنها تغيرات في الهرمونات التى تفرزها غدد فى المخ، وتغير فى كيمياء الدماغ، إلى جانب الإصابة بإضطرابات عقلية.
وحيث يعتبر الإكتئاب الذهاني مرحلة متطورة من مراحل الإكتئاب، وقد يسمع المريض بعض الأصوات، أو يشعر ببعض الأحاسيس والأوهام الكاذبة، مثل شعوره بالفشل، أو عدم أهميته وقيمته، أو قد يصل الأمر إلى دخوله فى حالة من الإنفصال عن الواقع.
وطبقاً لأحدث الدراسات الطبية النفسية، فإن مرض الإكتئاب الذهاني يعتبر خطيراً إلى الحد الذى قد يصل إلى ظهور أعراضه على شخص واحد من كل 4 مصابين بمرض الإكتئاب بشكل عام، إلى جانب إمكانية تعرض المريض إلى الإصابة بأمراض نفسية وعقلية أخرى، مثل إضطراب ثنائى القطب، أو الهوس، أو حتى التفكير فى الإنتحار وتنفيذ تلك الأفكار.
لماذا يحدث الإكتئاب الذهاني وما هى أهم أسبابه؟
كعادة أغلب الأمراض النفسية والعقلية، فإن اضطراب الاكتئاب الذهاني غير معروف السبب الرئيسى لحدوثه، إلا أن علماء النفس قد يرجعون سبب الإصابة إلى بعض العوامل التى قد تكون ذات أهمية لظهور أعراض المرض، والتي منها على سبيل المثال نذكر الآتي:
- عوامل بيئية، وفيها يمكن أن يرجع الطبيب سبب الإصابة بنوبات الاكتئاب نتيجة حدوث مشكلة أو صدمة كبيرة أو حادثة ما قد أثرت فى الشخص منذ مراحل طفولته وأدى الأمر إلى تطور تلك النوبات إلى الإكتئاب الذهاني، مما أدى إلى حدوث إضطرابات عقلية وتطور الأمر إلى الامتزاج بين مشاعر التوتر والجينات الوراثية للمريض في المخ ليحدث خلل فى إفراز الهرمونات في المخ والتى تساعد فى تطوير مشكلة الإكتئاب الذهاني فى نهاية الأمر.
- عوامل وراثية، من المعلوم أنه إذا ما كان المريض يمتلك تاريخاً عائلياً من أحد أقاربه من الدرجة الأولى كان قد أصيب بمرض الإكتئاب الذهاني، فإنه ترتفع نسبة إنتقال هذا المرض إلى الجيل التالى من الأبناء عبر طريق الجينات الوراثية.
تشخيص اضطراب الاكتئاب الذهاني
يقوم طبيب الأمراض النفسية والعقلية بعمل فحص بدنى أولى للمريض، إلى جانب إمكانية طرحه لبعض الأسئلة التى قد تتمحور حول التاريخ المرضى له، وما هى الأعراض المرضية التى قد ظهرت أو شعر بها المريض، إلى جانب طلب بعض التحاليل الطبية والفحوصات اللازمة للتأكد من استبعاد بعض الأمراض المحتملة.
وقد يسأل الطبيب عن التاريخ العائلى المرضى، وما إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى كان قد أصيب أية أمراض نفسية، مثل نوبات هوس، أو إضطراب ثنائى القطب، وما إلى ذلك حتى يمكنه التأكد من التشخيص الصحيح للحالة المرضية.
وقد ترتفع نسبة وإحتمالية الإصابة باضطراب الاكتئاب الذهاني نتيجة إذا ما كان الشخص قد عانى من أعراض إكتئابية أو ذهانية شديدة، كالهلاوس وبعض الأوهام، وقد يقوم الطبيب بعد ذلك بنصح المريض بالأدوية وطرق العلاج المناسبة التى تعمل على تحسن الحالة المرضية للشخص.
كيف تظهر أعراض الإكتئاب الذهاني؟
قد تظهر بعض العلامات الدالة على إصابة المريض باضطراب الاكتئاب الذهاني، والتى قد تكون كالتالى:
- شعور المريض بالأرق المستمر والدائم، حيث أن مريض الإكتئاب الذهاني دائماً ما يعانى من مشاكل عدم النوم والأرق نتيجة تفكيره المستمر داخل عقله، الأمر الذى قد يجعله لا ينام خلال فترات الليل.
- عزلته الاجتماعية، حيث تؤدي العزلة الإجتماعية إلى عدم إتصال المريض بالواقع، نتيجة أفكار ذهانية في عقل المريض نتيجة بعض المعتقدات والسلوكيات الخاطئة عن مجتمعه الذى يعيش فيه، إلى جانب بعض التصورات والأفكار السيئة التى قد يصنعها فى عالمه الخاص البعيد كل البعد عن الواقع.
- شعوره بالقلق والإثارة، حيث يعانى مرضى الإكتئاب الذهاني من مشاعر الانفعال والعصبية والقلق على أقل الأشياء، إلى جانب عدوانيته و شعوره بالإثارة والتهيج.
- الهلاوس والأوهام، وهى أحد أبرز الأعراض التى قد تظهر على المريض والتى تدل على إصابته بالاكتئاب الذهاني، حيث أنه يمكن أن تُصدر عن المريض بعض التصرفات كالهلاوس والأوهام الذهانية، وقد يرى المريض أشياء غير موجودة فى الواقع، و تنتابه أفكار خيالية، وهلاوس قد تصل إلى حد خوفه الشديد والذعر.
- فقدان الشهية أو الشره، وهى أحد أهم العلامات لإكتئاب الذهان، حيث قد يصاب المريض بفقدان حاد فى الشهية ليصاب بالنحافة، أو فى أوقات أخرى قد تصبح شهيته مفتوحة وأفضل ويأكل بشراهة.
- الإنتحار، قد يقوم المريض بالتهديد بالإنتحار، وقد يقوم بتنفيذ تهديده بالفعل بعد مرات متكررة نتيجة تفكيره المستمر فى بعض الأفكار مثل:
- صعوبة تركيزه.
- الشعور باليأس والعجز.
- قصور فكري حاد.
- جمود جسدي.
- فقدان واضح في الاهتمام بالأنشطة.
- الشعور بانعدام القيمة وكره الذات.
ما هى أهم طرق العلاج من الاكتئاب الذهاني؟
لحسن الحظ، فإنه يمكن أن يتعافى المريض من اضطراب الاكتئاب الذهاني، ولكن لا يوجد مدة محددة أو فترة زمنية معينة لتعافيه وشفائه من المرض، وقد ينصح طبيب الأمراض النفسية بعدم ترك المريض بمفرده أبداً، إلى جانب إتباع خطط علاجية لتعافيه وعودته لحياته الطبيعية مرة أخرى.
ويتم إعلان الخطة العلاجية المناسبة بعدما يخضع المريض للفحص والتشخيص الصحيح للوقوف على درجة وشدة المرض، حيث قد يتعافى منه المريض فى خلال عدة أشهر، ولكن يحتاج الأمر إلى متابعة مستمرة ودقيقة للمساعدة على العلاج، وقد ينقسم العلاج إلى 3 محاور، وهم:
- علاج دوائى وعقاقير، وفيه يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية المضادة للإكتئاب، إلى جانب مضادات الذهان للتخفيف من أعراضه، وللتأثير على بعض الهرمونات التى يتم إفرازها من المخ.
- علاج سلوكى ومعرفى، وهو علاج يتضمن تحدث وتعريف الطبيب للمريض بمدى خطورة ودرجة شدة مرضه، إلى جانب ترك المجال للمريض بالتعبير عن نفسه، وما قد يشغل نفسه وخاطره، وذلك حتى يتم التخلص من الهلاوس والأفكار الذهانية التي قد تدفعه لإيذاء نفسه أو من حوله من الأشخاص.
- أحياناً قد يلجأ الطبيب إلى طرق علاجية أخرى مثل جلسات الكهرباء، حيث قد لا يستجيب المريض إلى الأدوية والعقاقير الطبية، وبعض مضادات الاكتئاب والذهان، مما يجعل الطبيب يقوم بتنفيذ جلسات صدمات كهربائية، والتى تكون فعالة وآمنة للغاية خصوصاً للمرضى الذين قد يعانون من أفكار انتحارية، ليؤدى ذلك فى التأثير على مستويات الهرمونات فى المخ، إلى جانب وقوع المريض تحت تأثير التخدير وتحت الإشراف الطبى الكامل.
المصادر:
