إضطراب السادية

ما هو إضطراب السادية وما هي أسباب ظهوره؟

نشر

فى مرحلة ما من مراحل حياتك، قد تكون سمعت عن مصطلح السادية، حيث يتم إطلاق هذا المصطلح على بعض الأشخاص بعينهم، ولكن قد لا يعلم الكثيرون معنى هذا المصطلح، وإلى ماذا يمكن أن يشير، ولماذا قد يرتبط هذا المصطلح فى حالات الإغتصاب أو جرائم القتل.

فى البداية “نفسى أونلاين” توضح للقارىء فى هذه المقالة أهم المعلومات الممكنة حول إضطراب السادية، وأبرز أسبابه، وأعراضه، وكيفية الوقاية والعلاج منه، كما أنه من الضرورى معرفة أن إضطراب السادية هي عكس إضطراب المازوخية على الإطلاق، حيث يختلف المرضان بشكل كلي وتماماً.

ما هو تاريخ مرض إضطراب السادية؟

تُعرف السادية بأنها إضطراب نفسى وجنسى فى آن واحد، حيث أنها تجعل الشخص السادى منتشى وسعيد نتيجة إلحاقه الألم بشخص آخر.

حيث أطلق العالم النفسى الألمانى ريتشارد فون كرافت مصطلح السادية للمرة الأولى فى نهايات القرن التاسع عشر، وذلك عندما قام بتشخيص حالة إضطراب نفسي لأحد النبلاء فى فرنسا، والذى قد عاش فى القرن الثامن عشر، وكان إسمه الماركيز دى ساد، ومن هنا تم نسب مصطلح هذا الإضطراب وإسمه إلى حالة هذا المريض.

وكما ذكرنا من قبل، فإن إضطراب السادية يختلف كلياً عن مرض المازوخية، حيث أن الشخص المازوخى يشعر بالإثارة الجنسية واللذة نتيجة تعرضه وإحساسه بالألم، وهو على العكس من الشخص السادى، الذى يشعر بالمتعة عند تسببه فى شعور الآخرين بالألم.

وليس بالضرورة أن يسعى الأشخاص الساديون خلف الأشخاص المازوخيون، حيث فسر الأطباء النفسيون ذلك بأنه يقوم بالانتقاص من متعتهم فى إيقاع أكبر قدر ممكن من الألم بالضحية.

وبالطبع فإن مستوى العنف لدى الأشخاص المصابون بإضطراب السادية قد يختلف من مريض لآخر، حيث يمكن لبعض الأشخاص أن تتراوح لديهم شدة المريض عند إلحاق الألم الخفيف بالضحية، والبعض الآخر قد يصل إلى التوحش الشديد فى التعذيب، وفى حالات أشد قد يصل الأمر إلى إصابات خطيرة يمكن أن تتسبب فى الموت، حيث يمكن أن تكون السادية فى حالات معينة دافعاً لارتكاب جرائم، كالقتل، أو الإغتصاب.

وعلى الرغم من ارتباط العديد من المصادر بين العنف الجنسى وإضطراب السادية، إلا أن خبراء الصحة النفسية يوضحون أنها ليست بالضرورة كذلك، حيث أن السادية ببساطة هى الشعور بالفرح والسعادة عند تعذيب الآخرين والقيام بأذيتهم.

لماذا تظهر السادية وما هى أسباب ظهورها؟

على الرغم من التقدم فى مجال الطب النفسى، إلا أن علماء النفس لا يجدون سبباً مباشراً وواضحاً يمكن الوصول إليه لمعرفة سبب ظهور أعراض إضطراب السادية على الأشخاص المرضى به، إلا أنه قد يرجع الأطباء السبب إلى بعض العوامل التى قد تكون حجر الزاوية فى بدايات ظهور هذا المرض، والتى يمكن أن تتلخص فى الآتى:

  • عوامل وراثية:

حيث تلعب الوراثة دوراً هاماً فى إمكانية ظهور أعراض إضطراب السادية على المريض، فمثلاً إذا كان هناك شخص ما من أقارب الدرجة الأولى فى الأسرة مصاباً بمرض نفسى معين، خصوصاً إذا كان أحد إضطرابات الشخصية، فإن المريض يصبح فى تلك الحالة معرض بشكل كبير لفرصة الإصابة بالسادية أكبر من الأشخاص الآخرين العاديين.

  • التربية الغير سوية:

قد تظهر أمام الأطفال على بعض مواقع التواصل الإجتماعى بعض الفيديوهات التي يظهر فيها طفل وهو يقوم بتعذيب طفل آخر، أو القيام بضربه مثلاً، أو حتى يمكن أن يوجه الآباء والأمهات بعض النصائح التربوية للطفل بضرورة اللجوء للعنف فى التعامل مع أقرانه فى مراحل التعليم المختلفة، والذى من شأنه أن يزرع فى الطفل السلوك العدوانى من دون التعاطف مع إستغاثات الضحية.

  • عوامل بيئية:

إلى جانب الإستعداد الوراثى للمريض لحمله المرض، بل وتطوره، تلعب البيئة المحيطة به دوراً هاماً فى إمكانية ظهور أعراض المرض وتغذيته عند تعرض المريض لأحداث صادمة، فمثلاً فى مراحل الطفولة قد يتعرض الطفل إلى التحرش، أو إلى تعنيف شديد، أو قد يتربى فى بيئة عائلية يشوبها التوتر والمشاكل.

ما هي أهم أعراض إضطراب السادية؟

قد تظهر بعض الأعراض التى تعتبر علامة دالة و واضحة على وجود إضطراب سادى على المريض، والتى تتطلب الإسراع فى طلب الرعاية الطبية النفسية على أيدى خبراء العلاج، والتى يمكن أن تكون مثل:

  • التحرش الجنسى:

وهنا يتوقع مريض السادية من الآخرين الخضوع له، حيث يبدأ فى التعامل مع الجسد المُحرم عليه كجسد مستباح له، ليبدأ بعد ذلك بإيذاء الضحية بتحرشه بها، وذلك عن طريق التهديد والوعيد، مع حبه الشديد لنظرات الخوف التي قد تظهر على الضحية الصامتة، وذلك كجزء من الهوس الجنسي السادي.

  • التلذذ بضرب وتعذيب الضحية:

يشعر مريض السادية بفرحة غامرة وكبيرة عند قيامه بتعذيب ضحاياه، حيث يشعر عند سماع صرخات الضحية كأنها تشبه ألحان عذبة فى الأذن من دون أن تدفعه للتوقف.

حب الشعور بالسيطرة:

يقوم السادى بالضغط على الضحايا من حوله وذلك للقبول بسلوكه والخضوع لتهديده، حيث أن مريض السادية يحب الشعور بالسيطرة ويرفض بشكل تام رغبة الضحية بالهروب والانفكاك منه.

استغلال الضحايا:

قد تكون واجهت هذا النوع من الشخصيات وخصوصاً فى مراحل الطفولة والتعليم، كالأشخاص المتنمرين، أو سارقى وجبات الطعام بالقوة، أو حتى الأشخاص المعتدين على ممتلكات الآخرين، وهي كلها صور للاستغلال بالقوة والعنف من دون مراعاة الآخرين، حيث يمارس الشخص السادى تلك الأفعال بشكل يومى وبصور مختلفة.

  • السعادة عند إيذاء الآخرين جنسياً:

وهى أشهر الأعراض على الإطلاق، وفيها يقوم السادى بضرب الضحية أثناء التعدى جنسياً عليها، حيث تظهر علامات النشوة الجنسية والسعادة عند قيامه بذلك.

التحرش بالأطفال:

من المعلوم أن مريض السادية قد يقوم بالتحرش بالآخرين، ولكن قد يصل الأمر إلى الإعتداء والتحرش بالأطفال، حيث أن الطفل قد لا يعترض أو يستطيع الدفاع عن نفسه، حيث أن مريض إضطراب السادية يعتبر مريضاً عقلياً أيضاً ويظن أن عدم رد الإعتداء فى حد ذاته يعتبر إستسلام، فيقوم بالبحث عن الأطفال لتعذيبهم جنسياً، فيماً يُعرف بمرض البيدوفيليا.

كيف يمكن علاج مرض السادية؟

على الرغم أن العلاج النفسى للأمراض العقلية والنفسية قد يتطلب فترة طويلة بعض الشىء للوصول للنتائج المرجوة والفعالة، إلا أنه يمكن بالطبع علاج هذا النوع من الأمراض الخطيرة، والتى قد تؤثر فى علاقة مريض السادية بالأشخاص المحيطين به فى البيئة من حوله، بل وحتى أفراد أسرته.

حيث أن مريض السادية لا يسعى للحصول على العلاج، إلا أنه عند خضوعه له فأنه يقوم بتحقيق نتائج فعالة وجيدة للغاية، حيث تبدأ أولى مراحل العلاج عند تطبيق إختبارات الشخصية السادية لمعرفة الدرجة المرضية التى قد وصل إليها المريض، ومن ثم القيام بالخضوع لخطة علاجية دوائية ونفسية.

  • العلاج النفسى : 

قد يقوم الطبيب النفسى بالتحدث مع المريض للوصول إلى أسباب هذا المرض وكيفية التحكم فيه وفى سلوكياته، مع محاولة تحسين علاقات ومشاعر التعاطف مع الآخرين، وهذا ما يُعرف بأسم العلاج السلوكى المعرفى.

  • العلاج الدوائي : 

فإنه لا يتم اللجوء إليه إلا بعد وصفة الطبيب المختص، والذي قد يكون لعلاج بعض الأعراض كمضادات الإكتئاب، أو القلق، حتى لا يتم تحويل تلك المشاعر تجاه الأشخاص المحيطين بالمريض وتصبح النتائج كارثية وكبيرة.

المصادر:

اخر مقالات

علاج السمنة يبدا من العلاج النفسي
غير مصنف
علاج السمنة يبدا من العلاج النفسي
التغلب علي القلق و الافكار السلبية
غير مصنف
التغلب علي القلق و الافكار السلبية
تغلبي علي اكتئاب فترة الحمل
غير مصنف
اكتئاب فترة الحمل: تغلبي علي اكتئاب فترة الحمل
اكتئاب ما بعد الولادة
غير مصنف
اكتئاب ما بعد الولادة: استعيدي حياتك من جديد
اضطراب الشخصية الحدية :ساعد نفسك مع نفسي اونلاين
غير مصنف
اضطراب الشخصية الحدية :ساعد نفسك مع نفسي اونلاين

مقالات ذات صلة

علاج السمنة يبدا من العلاج النفسي
غير مصنف
علاج السمنة يبدا من العلاج النفسي
التغلب علي القلق و الافكار السلبية
غير مصنف
التغلب علي القلق و الافكار السلبية
تغلبي علي اكتئاب فترة الحمل
غير مصنف
اكتئاب فترة الحمل: تغلبي علي اكتئاب فترة الحمل