كيف يمكن علاج القىء النفسى وما هى أبرز أعراضه؟
فى بعض الأحيان قد يصاب الشخص بحالة مرضية قد تتسبب فى حدوث سلسلة مستمرة ودورية من التقيؤ الحاد والشديد، والتى قد لا يكون لها سبب واضح، حيث يمكن لهذه الأعراض أن تستمر لفترات قد تتراوح من ساعات إلى أيام عدة، كما أنها قد تحدث بشكل يومى فى نفس وقت البداية من كل يوم، وتمتد إلى نفس الفترة الزمنية، وبنفس الشدة والأعراض.
ويمكن أن تحدث تلك الحالة المرضية لجميع الفئات العمرية، حيث أنها قد تبدأ فى الظهور على الأطفال البالغين من العمر من 3 إلى 7 سنوات، إلا أنها تزداد فرص حدوثها ونسبتها لدى الأشخاص البالغين فى السن، حيث أنها تظهر بشكل أكبر وأشد.
ويصبح فى تلك الحالة المرضية من الصعب على الأطباء تشخيص هذا المرض نتيجة لأن عملية القىء نفسها تعتبر عرض لأمراض متعددة، إلا أنه قد لا يتم الأخذ فى الحسبان أن هذا الأمر قد يكون راجعاً إلى عوامل نفسية، حيث تعرف تلك الحالة بأسم القىء النفسى، والذى قد يتطلب ملاحظة وتدخل طبى سريع لعلاجه.
ما هو القيء النفسي وكيف تظهر نوباته؟
فى البداية، يعتبر القىء النفسى أو ما يُعرف طبياً بأسم متلازمة التقيؤ الدوري، بأنها عبارة عن نوبات قيء شديدة وحادة لا يوجد لها أسباب واضحة، وقد تستمر لفترة زمنية تمتد من ساعات إلى أيام وتكون متناوبة مع فترات خالية من الأعراض، حيث تميل إلى البدء فى نفس الوقت من كل يوم وتستمر لنفس المدة الزمنية وبنفس الشدة والأعراض.
ما هي أبرز أسباب القىء النفسى؟
قد يظل السبب الرئيسى والأساسى لظهور مشكلة القىء النفسى غير معلوم، حيث يمكن أن يرجع الأطباء الأمر إلى بعض الأسباب المتعلقة بالجينات، أو بعض الصعوبات فى عملية الهضم والجهاز الهضمى، أو حتى اختلالات فى الهرمونات، أو مشاكل وأمراض فى الجهاز العصبى، حيث تحدث تلك النوبات نتيجة بعض المحفزات كالآتى:
- الإرهاق والإجهاد.
- الدوخة والدوار الحركى.
- فترات الحيض لدى النساء.
- الطقس الحار.
- الأكل بشكل مباشر قبل النوم، أو بعد أوقات الصيام، والإفراط الشديد فى تناول الطعام بشكل عام.
- شعور الشخص بالضغط العاطفى، والحماس الزائد، ويظهر هذا العرض بالأخص لدى الأطفال.
- التعرض لنزلات من البرد والحساسية، أو بعض مشاكل الجيوب الأنفية.
- تناول بعض الأطعمة كالجبن والشيكولاتة، أو بعض المشروبات التى تحتوى على مادة الكافيين، كالقهوة والشاى والمشروبات الغازية، أو بعض المشروبات الكحولية.
- دخول المريض فى نوبات هلع وقلق شديدة، والتى تظهر على الأشخاص البالغين.
- الإفراط فى ممارسة بعض التمرينات الرياضية.
ما هي أضرار القىء النفسي وأهم مضاعفاته؟
قد يتسبب القىء النفسي المستمر إلى أضرار بالغة الخطورة يمكن أن تؤثر على حياة المريض، كما يمكن أن تظهر بعض المضاعفات الخطيرة، والتى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلى:
- حدوث تسوس في الأسنان لدى المريض، حيث تتسبب أحماض المعدة التي تخرج مع القيء في الأضرار بمينا الأسنان وتأكلها مما يسبب تسوس بها.
- إصابة مريض القىء النفسى بحالة من الجفاف، وذلك لأن القىء المستمر يتسبب فى خسارة الجسم للمياه بشكل سريع، حيث يمكن أن يؤدى الجفاف الشديد إلى وجوب دخول المريض وعلاجه فى المستشفى بشكل عاجل.
- نتيجة لخروج أحماض المعدة فى أثناء عملية القيء، قد تتسبب فى إصابة أنبوب الطعام بحالة من التلف، وهو الأنبوب الذى يربط الفم بالمعدة ويُعرف بأسم المريء، حيث يصبح المريء متهيجاً بشكل حاد وقد يتعرض إلى النزيف.
يفيدك ايضًا الإطلاع على:
كيف تظهر أعراض القيء النفسى؟
تبدأ أعراض وعلامات القىء النفسي المستمر فى الظهور على النحو التالى:
- حدوث 3 نوبات أو أكثر بشكل متكرر والتى تبدأ فى الوقت نفسه وتستمر لمدة زمنية معينة كل مرة.
- قد يشعر المريض بالصحة الطبيعية بشكل عام على فترات متفاوتة، وذلك فى أثناء الفترات بين النوبات من دون الشعور بالغثيان.
- حدوث غثيان حاد وشديد مع تعرق بشكل متزايد قبل بدأ نوبة القىء المستمر.
- يحدث أن يشعر المريض بأعراض مثل ألم البطن أثناء نوبة القىء النفسى.
- حدوث صداع شديد وآلام حادة في الرأس.
- إسهال تتفاوت شدته.
- دوخة ودوار شديد وفقدان فى التركيز والتوازن.
- حساسية للضوء.
- تظهر على الشخص المريض حالة من الإجهاد والإرهاق والفتور.
- يظهر المريض بعيون أو خدود غائرة.
- عند بكاء المريض قد لا تظهر أية آثار للدموع.
- قد يصبح ملمس البشرة والجلد جافاً.
- عدم الرغبة فى القيام بالتبول، أو التبول بشكل أقل.
- جفاف الفم والعطش الحاد والشديد.
كيف يمكن الوقاية وعلاج القىء النفسى؟
قد يعرف العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة القىء النفسي المستمر ما الذي قد يدفعهم إلى حدوث تلك النوبات بشكل دورى، حيث ينصح أطباء الصحة النفسية بضرورة تجنب تلك المحفزات بشكل كبير وذلك لمنع تكرار النوبات والتقليل منها، كما أنه من المهم تناول الأدوية اللازمة التى قد يصفها الطبيب، وقد يوصى الطبيب ببعض الخطوات الوقائية المهمة من تلك النوبات، مثل:
- حصول المريض على قسط كافى من الراحة النفسية والراحة البدنية والنوم.
- تجنب بالطبع الأطعمة التي تحفز ظهور نوبات القيء النفسي المستمر، كالجبن، ومشروبات الكافيين والشيكولاتة.
- تناول وجبات صغيرة وخفيفة قليلة الدسم بشكل يومى وفى أوقات منتظمة.
- إذا ما كان المريض طفلاً فإنه ينبغى التقليل من أهمية الأحداث القادمة التي سوف يقوم بها، حيث تلعب الإثارة والتحفيز دوراً كبيراً كمحفز فى ظهور نوبات القيء النفسي المستمر.
- قد يصف الطبيب بعض الأدوية التى تحتوى على مواد البروبرانولول، والتوبيراميت، والأميتريبتيلين، وغيرها من المواد التى تعمل كمهدئات نفسية وبدنية للجهاز الهضمي في عدم تحفيزه لنوبات القيء.
- وصف بعض الأدوية كمضادات الإكتئاب، أو مضادات التشنجات، وتثبيط أحماض المعدة.
- تناول الأدوية المسكنة للألم، وأدوية مضادة للغثيان.
- ضرورة البعض بقدر الإمكان عن المواقف التى تتسبب فى الشعور بالضغط العصبى والإثارة، والحفاظ على الهدوء بأقصى قدر ممكن.
- شرب الكثير من السوائل والماء، مع إتباع نظام غذائى فعال وطبيعي خصوصاً بعد فترات توقف القيء النفسي المستمر.
المصادر: