كيف يمكن علاج إضطرابات الأكل النفسية والتخلص منها؟

كيف يمكن علاج إضطرابات الأكل النفسية والتخلص منها؟

نشر

كثيراً ما تتسبب الحالة النفسية للشخص فى التأثير على نمط تناوله للأكل والغذاء بشكل عام، والتى قد تؤدى بالضرورة فى التأثير على وزنه وصحته الجسدية، حيث يمكن أن تتسبب المشاكل النفسية فيما يُعرف بأسم إضطرابات الأكل النفسية، والتى قد تظهر بشكل شائع فى الشره فى تناول الطعام، أو إضطرابات نهم الطعام، أو حتى فقدان الشهية نتيجة الحالة النفسية للشخص.

وتتسبب اضطرابات الأكل النفسية فى التأثير على الوزن وشكل الجسم ونمط الطعام الذى يتناوله الشخص، والذى قد يؤدى لسلوكيات ونمط معيشي خطير عند تناول الأطعمة، حيث تؤثر على حصول الجسم على التغذية المناسبة، والتأثير على باقى أجهزة الجسم مثل الجهاز الهضمى، أو القلب، أو حتى الفم والأسنان، بل ويصل الأمر إلى الإصابة بأمراض خطيرة أخرى.

وفى أغلب الأحوال قد تظهر اضطرابات الأكل النفسية فى سنوات الشباب والمراهقة بشكل كبير، إلا أنه لا يمنع ذلك من ظهورها لدى أصحاب الأعمار الأخرى، ولكن لحسن الحظ، فإنه ومع العلاج وإتباع عادات أكل صحية، فإنه يمكن تجنب المضاعفات الخطيرة التى قد تؤدى لها تلك الإضطرابات فى كثير من الأحوال.

ما هي أهم أسباب حدوث اضطرابات الأكل النفسية؟

كأغلب الأمراض والمشاكل والإضطرابات النفسية، فإنه لا يُعرف إلى الآن السبب الرئيسى والأساسى فى ظهور أعراض اضطرابات الأكل النفسية، إلا أن أطباء الأمراض النفسية والعصبية يرجعون السبب إلى بعض العوامل التى قد تلعب دوراً فى ظهور مثل هذا النوع من الإضطرابات، مثل:

  • صحة الفرد النفسية والعاطفية، والتى قد تظهر على شكل اضطرابات شهية نتيجة مشاكل عاطفية ونفسية تؤدى فى حدوث مثل هذا الإضطراب، حيث قد يظهر لدى هؤلاء المرضى بعض المشاعر التى قد تكون مثل قلة إحترام للذات، أو سلوكيات متهورة، أو علاقات مضطربة، أو حتى تحرى وتوخى الكمال.
  • العوامل الوراثية والبيولوجية، وهى تلعب دوراً كبيراً فى إمكانية إصابة المريض بإضطرابات الأكل النفسية، وذلك نتيجة وجود بعض الجينات المسؤولة عن زيادة مخاطر تطور اضطراب الأكل النفسى مثل قلة الشهية، أو الشره والنهم فى تناول الطعام، وذلك نتيجة تغيرات غير طبيعية فى الهرمونات وبعض المواد الكيميائية التى يفرزها المخ وتؤدي بالضرورة للإصابة بمثل هذا المرض.

وتصبح النساء خصوصاً فى مراحل المراهقة عرضة بشكل أكبر دوناً عن الرجال للإصابة بمرض إضطرابات الأكل النفسية، مثل فقدان الشهية، أو نهم الطعام، ولكن هذا لا يعنى أنه لا يوجد حالات متعددة من الإصابة لدى الذكور، كما أن مثل هذا النوع من الأمراض النفسية قد يظهر بشكل أكبر خلال مرحلة عمرية معينة، والتى قد تكون فى بداية مرحلة العشرينات والمراهقة.

إقرأ أيضاً:

أهم مخاطر اضطرابات الأكل النفسية

تزداد مخاطر مرض اضطرابات الأكل النفسية نتيجة تطوره بناءاً على عدة عوامل، والتي قد تكون مثل:

  • إضطراب فى الصحة العقلية، حيث وجد الباحثين أن الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل النفسية فى العادة يكون لديهم تاريخ مرضى من اضطرابات نفسية، مثل نوبات الاكتئاب، ونوبات القلق، واضطراب الوسواس القهري.
  • التعرض لضغط نفسى يؤدى إلى ظهور مثل هذا المرض، وقد يكون هذا الضغط نتيجة الدراسة والتعليم، أو دخول وظيفة جديدة، أو حتى الإنتقال إلى مكان معيشة جديد، أو مشكلة داخل محيط الأسرة والأصدقاء، مما يؤدى إلى ظهور علامات الضغط العصبى، و بدوره يزيد من مخاطر اضطرابات الأكل النفسية.
  • التاريخ العائلي يلعب دوراً فى زيادة الإحتمالات فى حدوث اضطرابات الأكل النفسية بشكل أكبر عند الأشخاص الذين سبق وأن تعرض أحد الوالدين أو الأشقاء لمثل هذا المرض.
  • إتباع أنماط غذائية تؤدى لظهور هذا الإضطراب، وتتسبب فى تعريض الجسم إلى مخاطر، حيث يؤدى الجوع فى التأثير على المخ ويتسبب فى تقلبات الحالة المزاجية والجمود الفكري للإنسان، كما يؤدى إلى ظهور أعراض القلق ونقص الشهية، إلى جانب فقدان كبير فى الوزن وتغير عمل الدماغ، ويجعل من الصعب عودة المريض إلى تناول الطعام بشكل طبيعى مرة أخرى.

 كيف يمكن علاج إضطرابات الأكل النفسية والتخلص منها؟

ما هي أهم الأعراض الدالة على اضطرابات الأكل النفسية؟

تظهر العلامات الدالة على الإصابة باضطرابات الأكل النفسية، والتى تتطلب الإسراع فى التماس الرعاية الطبية اللازمة لدى دكتور نفسي أونلاين مختص ليتم العلاج بشكل عاجل حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة المريض، وقد تكون تلك الأعراض على النحو التالى:

  • فقدان الشهية العصبى، وهى واحدة من أبرز العلامات الدالة على إضطراب الأكل وقد تؤدى إلى تهديد حياة المريض نتيجة لإنخفاض وزنه بشكل غير طبيعى، إلى جانب شعوره بالخوف الشديد من اكتساب أى وزن، ووجود أفكار خاطئة عن الشكل والوزن العام، وبذل المريض قصارى جهده للسيطرة على شكله ووزنه، حتى ولو كان الأمل يتداخل بشكل كبير مع صحته ونشاطه اليومى.
  • الشره العصبى وهو ما يُعرف أيضاً بإسم شره الطعام العصبى، وهو يعتبر إضطراب نفسى خطير يمكن أن يؤدى إلى تهديد حياة الشخص، نتيجة حدوث نوبات إسهال وإفراط فى تناول الطعام، وعدم السيطرة على الأكل، وقد يحدث العكس فى الحد من الأكل خلال اليوم، مما يؤدى بدوره إلى نتيجة عكسية فى تناول الطعام بشكل مفرط وحدوث إسهال.
  • إضطرابات نهم الطعام، وهى عبارة عن تناول المريض لكميات كبيرة جداً من الطعام بشكل منتظم نتيجة الشراهة، وعدم القدرة على التحكم فى تناول الطعام، إلى جانب تناول كميات أكثر مما ينبغى من الطعام والأكل بسرعة غير طبيعية، حتى ولو كان الشخص لا يشعر بالجوع، ويأكل بعد شعوره بالشبع الزائد عن الحد، مما يؤدى إلى الشعور بالذنب والاشمئزاز من النفس نتيجة السلوكيات المُتبعة.
  • إضطرابات الاجترار، وهو عبارة عن إرتجاع الطعام بشكل متكرر ومستمر بعد تناوله، حيث لا ترجع أسباب حدوث ذلك إلى مرض معين أو حالة طبية ما، ولكنه قد يحدث نتيجة للأنواع السابق ذكرها، ويحدث إعادة للطعام إلى الفم من دون غثيان أو إنسداد، ولا يكون الإجترار مقصود فى أحيان كثيرة، بل يتم إعادة مضغه وبلعه مرة أخرى، أو قد يبصقه المريض خارج الفم.
  • إضطراب تقييد تناول الأكل، وهو عبارة عن عدم تلبية الحدود الأدنى من الإحتياجات الغذائية بشكل يومى، نتيجة فقدان الإهتمام بتناول الطعام، ويتحاشى المريض الأكل الذى قد يحتوى على خصائص معينة، مثل الرائحة، أو الطعم، أو اللون، أو شعوره بالقلق نتيجة العواقب من تناول الأكل، أو خوفه من الإختناق نتيجة هذا الأكل، أو خوفه من زيادة وزنه.

كيف يمكن الوقاية وعلاج اضطرابات الأكل النفسية؟

يمكن الوقاية من اضطرابات الأكل النفسية عن طريق الآتى:

  • عدم إتباع أنظمة غذائية أمام الطفل، والتى قد تؤثر على العادات العائلية لتناول الطعام، والتى قد يطورها الطفل مع الطعام المقدم له، حيث يؤدي تناول وجبات الطعام للطفل فى منحه فرص للتعلم عن مخاطر الحمية وتشجيعه لإتباع أنظمة غذائية متوازنة ومعقولة.
  • الذهاب إلى طبيب أمراض نفسية مختص، والذى يقوم بإسداء نصائح طبية فعالة فى التخلص من مشاكل اضطرابات الأكل النفسية، ووصف بعض الأدوية التى قد تحد من بعض أهم الاضطرابات النفسية الخطيرة.
  • بالطبع فإن الأدوية لا تقوم بعلاج إضطرابات الأكل النفسية، ولكنها تلعب دوراً هاماً فى مساعدة المريض فى تحكمه فى إسراف وتناول الأطعمة، أو إدارة إنشغاله بالطعام، و الحميات والأنظمة الغذائية المفرطة، والتخلص من بعض أبرز مسببات تلك الإضطرابات، مثل نوبات الاكتئاب، واضطراب القلق.

 

المصادر:

https://www.mayoclinic.org/

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/

اخر مقالات

علاج السمنة يبدا من العلاج النفسي
غير مصنف
علاج السمنة يبدا من العلاج النفسي
التغلب علي القلق و الافكار السلبية
غير مصنف
التغلب علي القلق و الافكار السلبية
تغلبي علي اكتئاب فترة الحمل
غير مصنف
اكتئاب فترة الحمل: تغلبي علي اكتئاب فترة الحمل
اكتئاب ما بعد الولادة
غير مصنف
اكتئاب ما بعد الولادة: استعيدي حياتك من جديد
اضطراب الشخصية الحدية :ساعد نفسك مع نفسي اونلاين
غير مصنف
اضطراب الشخصية الحدية :ساعد نفسك مع نفسي اونلاين

مقالات ذات صلة

علاج السمنة يبدا من العلاج النفسي
غير مصنف
علاج السمنة يبدا من العلاج النفسي
التغلب علي القلق و الافكار السلبية
غير مصنف
التغلب علي القلق و الافكار السلبية
تغلبي علي اكتئاب فترة الحمل
غير مصنف
اكتئاب فترة الحمل: تغلبي علي اكتئاب فترة الحمل