فقدان الذاكرة اللحظي انواعه واعراضه واسبابه وعلاجه
فقدان الذاكرة اللحظي أحد أنواع مرض فقدان الذاكرة، والذي يحدث نتيجة العديد من الأسباب المختلفة، منها أسباب عضوية وأخرى نفسية، وعلى الرغم من خطورته في بعض الحالات إلا أن يمكن علاجه بسهولة، لذا نتحدث عن تلك الحالة المرضية بشيء من التفصيل خلال السطور التالية.
فقدان الذاكرة اللحظي
يسأل الكثيرون عن ما هو فقدان الذاكرة اللحظية؟ وفي الواقع تُعرف تلك الحالة بكونها حالة مرضية تتسبب في نسيان كافة الأحداث والمعلومات التي تلقاها الفرد في وقت قريب، ونادرًا ما ترتبط بالتقدم في العمر أو تشتت التركيز، وفي الغالب ما تحدث نتيجة بعض الأسباب النفسية أو العضوية.
أنواع فقدان الذاكرة اللحظي
في الواقع تنقسم تلك الحالة المرضية إلى نوعين، والآتي بيان تفصيلي بكل نوع منهم على حدة:
فقدان الذاكرة اللحظي عند الاستيقاظ
عندما ينام الإنسان ينقطع لديه الوعي الذاتي، وعند الاستيقاظ يعاد الاتصال به في كل صباح، لكن هناك بعض الحالات التي لا يمكنها إعادة الاتصال بالوعي الذاتي عند الاستيقاظ، بحيث يعانون من صعوبة في تذكر ما يفعلونه قبل البدء في أمر آخر، ودائمًا ينسون الأحداث بعد مرور بضع دقائق على حدوثها، فهم لديهم وعي بما يعيشونه حاليًّا لكن لا يمكنهم تذكره بعض مرور لحظات عليه.
فقدان الذاكرة عند الصدمات النفسية
يُعرف ذلك النوع بفقدان الذاكرة التفارقي، والذي يحدث نتيجة التعرض لصدمة عاطفية، على سبيل المثال: جريمة بشعة، أو عمل إرهابي، أو الحرب، أو كارثة طبيعية، أو الاعتداء الجنسي، ويعد ذلك النوع نسيان غير طبيعي، ولا يستمر طويلًا فهو مؤقت، ومع ذلك من الممكن أن يستمر للأبد لدى بعض الحالات المرضية.
يذكر أن أغلب المصابين بفقدان الذاكرة التفارقي، معرضين بصورة أكثر من غيرهم إلى الإصابة بالاكتئاب، والرغبة في الانتحار.
أعراض فقدان الذاكرة اللحظي
يصاحب حالة فقدان الذاكرة اللحظية ظهور مجموعة من الأعراض على المصاب، والآتي بيان تفصيلي بكل عرض على حدة:
- تكرار السؤال نفسه لأكثر من مرة.
- انعدام القدرة على التركيز أو تذكر المعلومات المسموعة للتو.
- نسيان الأحداث القريبة والتجارب الحديثة.
- عدم القدرة على تذكر موضع الأشياء التي سبق أن وضعها المصاب به.
- نسيان المصاب لما شاهده في التلفاز أو سمعه عبر الراديو.
أسباب فقدان الذاكرة اللحظي
في الواقع هناك مجموعة من العوامل المسببة للإصابة بحالة فقدان الذاكرة اللحظية، والتي تتمثل في النقاط التالية:
العلاجات الدوائية
هناك مجموعة من العلاجات الدوائية التي من الممكن أن تسبب فقدان لحظي في الذاكرة، على سبيل المثال: الأدوية المنومة، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الهيستامين، ومرخيات العضلات، ومضادات القلق.
الإصابة بالزهايمر
يُعرف الزهايمر بكونه نسيان الذاكرة بشكل تدريجي وحدوث بعض الاضطرابات بالمخ، وبالتالي فمن الممكن أن يسبب فقدان لحظي في الذاكرة وعدم التمكن من مواصلة اليوم وأداء المهام المطلوبة به.
الاضطرابات النفسية
في بعض الحالات يكون الاكتئاب سبب في تشتت التركيز وصعوبة الانتباه، وبالتالي قد يؤدي للفقدان اللحظي في الذاكرة، بالإضافة إلى كون القلق والتوتر سبب في التفكير المفرط وتشتت الذهن مما يؤدي لإجهاد المخ والتعرض للنسيان.
إصابات الرأس
قد يسبب تعرض الرأس لضربة قاسية للإصابة بفقدان الذاكرة اللحظية، على سبيل المثال: السقوط من مكان عالٍ، وارتطام الرأس بحادث سيارة.
السكتة الدماغية
يصاب الإنسان بالسكتة الدماغية في حالة عدم وصول الدم إلى المخ، وبالتالي يكون عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة اللحظية، بحيث يمكنه تذكر أشياء حدثت في مرحلة طفولته ولكن لا يتمكن من تذكر ما عاصره للتو مثل: الغداء الذي تناوله حديثًا.
استخدام التبغ والكحول
في الواقع يسبب التدخين والكحول ضرر كبير على ذاكرة الإنسان؛ نظرًا لتأثيرهما السلبي على مقدار الأكسجين المتدفق إلى الدماغ، وبالتالي يمكنهما أن يتسببا في فقدان الذاكرة اللحظية على المدى الطويل.
اضطرابات النوم
إن قلة النوم وعدم الحصول على المقدار الطبيعي منه بشكل يومي، يكون سبب في الإصابة بالإجهاد والتعب المزمنين، وبالتالي لا يتمكن الفرد من تجميع المعلومات أو استرجاعها مما يزيد من احتمالية تعرضه لفقدان لحظي في الذاكرة في المستقبل.
ما هي حالات فقدان الذاكرة المؤقت؟
هناك مجموعة من الحالات التي تكون أكثر عرضة للإصابة بحالة فقدان الذاكرة اللحظية، والتي تتمثل في النقاط التالية:
- الأفراد في مرحلة الشيخوخة.
- من يعاني من ورم في المخ.
- المصابين بنزيف في الدماغ.
- من يعاني من التهاب الدماغ.
- المعرضين للضغوط النفسية بصفة مستمرة.
- من يتعاطى المواد المخدرة.
- المصابين بالأمراض المدمرة لخلايا المخ، على سبيل المثال: مرض باركنسون.
- الأفراد الذين تعرضوا لاضطراب نفسي ما بعد حدوث الصدمة.
- المصابين بانخفاض العناصر المعدنية والفيتامينات في الجسم عن الحد المسموح به، على سبيل المثال: فيتامين ب-12.
طرق الكشف عن فقدان الذاكرة اللحظي
من الممكن الكشف عن الفقدان اللحظي للذاكرة عن طريق سؤال الطبيب للمريض مجموعة من الأسئلة، على سبيل المثال:
- هل تعرض المصاب لإصابة في الرأس؟
- ما هي نوعية العلاجات الدوائية المستهلكة من قبل المصاب؟
- هل يتعاطى المصاب أي نوع من المخدرات أو يستخدم التبع أو يتناول الكحوليات؟
- ما هي حالة التغذية وعادات النوم لدى المصاب؟
بعدما يتلقى الطبيب الإجابات الواضحة على تلك الأسئلة، يطلب إجراء فحوصات تصويرية للمخ، مثل: فحص الرنين المغناطيسي، واختبار الصور الطبقية، للتحقق من السبب الرئيس للإصابة بحالة فقدان الذاكرة اللحظية.
علاج فقدان الذاكرة اللحظي
في الغالب ما يرتكز أسلوب العلاج على تحديد سبب الإصابة ثم علاجه، بجانب اتباع مجموعة من العادات الصحية، والآتي بيان تفصيلي بطرق العلاج المتاحة لحالة فقدان الذاكرة اللحظية:
- الخضوع إلى التدخل الجراحي في حالة كان السبب هو الإصابة بنزيف المخ.
- العلاج الإشعاعي أو الكيميائي في حالة كون السبب هو الإصابة بسرطان الدماغ.
- استهلاك العلاجات الدوائية المميعة في حالة كون السبب هو التعرض لسكتة دماغية.
- العلاج المعرفي لمعالجة الإصابات الحادثة في الرأس.
- استهلاك المكملات الغذائية، في حالة كان السبب هو انخفاض العناصر الغذائية المهمة في الجسم.
- إعادة التأهيل إذا كان تعاطي المخدرات هو سبب الإصابة.
- النوم لعدد ساعات كافية بشكل يومي.
- تجنب التوتر والقلق ومصادرهما، عن طريق ممارسة الرياضة واليوغا وتدريبات التنفس.
- مراعاة اتباع أسلوب غذائي صحي ومتوازن، بحيث يحتوي على الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة بكميات كبيرة.
- ممارسة أنشطة الدماغ، على سبيل المثال: حل الألغاز والكلمات المتقاطعة.
- عمل جدول مهام يومية، بهدف تذكر الأمور بسلاسة.
هل الفقدان اللحظي للذاكرة بداية للإصابة بأمراض نفسية أخرى؟
نعم، حيث يكون الأفراد المصابين بالفقدان اللحظي للذاكرة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية الأخرى، على سبيل المثال: القلق المزمن، والاكتئاب الحاد لاسيما عند الناشئ من التعرض لاضطراب بعد الصدمة.
ما الفرق بين الزهايمر والفقدان اللحظي للذاكرة؟
في الواقع ليس هناك أي فرق ما بين مرض الزهايمر وحالة الفقدان اللحظي للذاكرة، إذ يعد الثاني أحد أنواع الأول.
هل يتطور الفقدان اللحظي للذاكرة إلى هلوسة سمعية وبصرية؟
في الحقيقة تزداد فرص تطور الفقدان اللحظي للذاكرة إلى فقدان الكلي، لاسيما عند الأفراد المصابين بمرض الزهايمر، وفي مرحلة الشيخوخة، والتي دائمًا ما يرافقها ظهور بعض الاضطرابات، على سبيل المثال: الهلوسة البصرية والسمعية والأوهام.
في الواقع لا يعتبر أغلب الأطباء فقدان الذاكرة اللحظي حالة مرضية خطيرة، إلا في حالة استمرارها وتقدمها بشكل كبير، وحينئذ يجب التوجه للاستشارة الطبية السريعة، لتحديد الخيار الأمثل من العلاج، الذي غالبًا ما ينطوي على الحصول على الراحة، وتناول المكملات الغذائية ومراعاة التنظيم.
المصادر :-