العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر ومدى فاعليته
العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر هو أحد التوجهات العلاجية الجديدة والمعتمدة من قبل جهات الرعاية الصحية النفسية، والذي يرتكز على عدة محاور متكاملة.
يقدم مركزنا النفسي تقنية العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراهقين ذوي السلوك الخطر بتقنياته العلمية الممنهجة وفقاً لأفضل معايير الكفاءة، مما يساهم في حل وتجاوز الكثير من المشكلات التي تعتري تلك المرحلة العمرية للمراهق نفسه أو المحيطين به.
ما هو العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر؟
العلاج الجدلي السلوكي هو نمط من أنماط العلاج الحديثة التي تستهدف مساعدة الأشخاص الذين لا يجيدون إدارة انفعالاتهم ومشاعرهم، ويقعون فريسة للأفكار السلبية والمشاعر القوية التي تضغط عليهم وتساهم في تشكيل سلوكهم وتوجيههم إلى ما يؤذيهم على المستوى المادي الملموس أو المعنوي المحسوس.
يساعد العلاج الجدلي السلوكي هؤلاء الأشخاص على تنظيم انفعالاتهم وإدارتها بكفاءة تسمح لهم برصد ومراقبة ردود أفعالهم ومن ثم تغيير سلوكياتهم الضارة، وبالتالي التمتع بحياة ذات جودة أعلى على كل المستويات.
كما يمكن تعريفه بأنه نوع من العلاج الذي يجمع بين تقنيات العلاج السلوكي المعرفي ومهارات الاسترخاء والوعي الذاتي، ولعل وصفه بالجدلي يتمثل في ما يقوم به المعالج من محاولة التوفيق والموازنة بين بعض المتناقضات أبرزها خلق حالة من التوازن بين تقبل المريض لنفسه وسعيه في طريق العلاج في الوقت ذاته.
استخدامات العلاج الجدلي السلوكي
إن استخدامات العلاج الجدلي السلوكي ليست قاصرة فقط على العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر، بل له استخدامات متعددة في التعامل مع اضطرابات نفسية كثيرة ومتنوعة ومن أهمها:
- علاج اضطراب الشخصية الحدية.
- الإفراط في الطعام لدى النساء.
- إدمان تعاطي الكحول.
- المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب.
- الأشخاص الذين يعانون من الأفكار الانتحارية.
- يستخدم لتعزيز قدرة الأشخاص المضطربين نفسيا على التعامل مع الكرب.
- الأشخاص الذين يرتكبون سلوكيات إيذاء الذات.
تابع المزيد :- العلاج الجدلي السلوكي| المهارات والأهداف والتقنيات
مهارات العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر
يقوم العلاج الجدلي السلوكي على بعض المهارات الأساسية ويعززها، ليصبح الفرد بعد مروره بتجربة العلاج قادراً على ممارستها والاستفادة بها في التعامل مع ما يعرض له من ضغوطات حياتية أو يومية ولعل أبرز تلك المهارات ما يلي:
مهارة اليقظة الذهنية
وهي تعني أن يخرج الشخص من تجربة الاضطراب السلوكي أو النفسي التي مر بها بخبرة أكثر عمقاً واكتمالاً، وأن يصبح أكثر وعياً باللحظات الراهنة وطريقة إدارتها، مع تقليل التركيز على الماضي أو ذكرياته المؤلمة أو تجاربه السلبية.
مهارة تجاوز المحنة
مهارة تعتمد على تعزيز مرونة الفرد في تقبل ما يواجهه من المحن والصدمات، ومحاولة تخفيف الآثار المزعجة المترتبة عليها إلى أقل حد ممكن.
مهارة العلاقات الفعالة
والتي تتمثل في تعزيز قدرة الفرد على إيجاد أدوات جديدة للتعبير عن نفسه واحتياجاته، وتقنين العلاقات ووضع حدود لها، والقدرة على بناء علاقات إيجابية وبناءة تقوم على الاحترام المتبادل والتعامل الراقي المرن.
مهارة تنظيم الانفعال
وهي مهارة أساسية لنجاح العلاج الجدلي السلوكي والنجاح الإنسان في إدارة انفعالاته بوجه عام، وتتمثل في قدرة الشخص على إدراك ومراقبة ما يشعر به من الانفعالات، وما يسيطر عليه من الدوافع والمشاعر والقدرة على تقليل الخسائر. المبالغ فيها تجاه المواقف، ومن ثم اتخاذ ردود فعل أكثر عقلانية وموضوعية تجاهها، وعدم التورط في سلوكيات مدمرة.
اقرا المزيد :- إضطراب الشخصية الاعتمادية| الأسباب والأعراض وطرق العلاج
كيف يعمل العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر؟
يعمل العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر من خلال تبني عدة آليات وأدوات علاجية متداخلة وشاملة حيث تتحرك في اتجاهين أحدهما يستهدف الأسرة والآخر يستهدف المراهق.
ولا شك أن التكامل العلاجي يقتضي العمل على الاتجاهين معاً وذلك لأن الأسرة تمثل وتضيف بعداً غاية في الأهمية والحيوية، فهي تلعب دوراً مؤثراً في سير العملية العلاجية، وتساهم بفاعلية كبيرة في تحديد مدى نجاحها أو إخفاقها.
ومن ثم فإن قدرة المعالج على تناول دور الأسرة والتعامل معها يعد من عوامل النجاح المهمة لتحقيق تحسن ملحوظ في مدى زمني معقول.
وإذا كان دور الأسرة وتعاملها هاماً في الاضطرابات البسيطة التي يمر بها المراهق مثل القلق أو الخوف أو عدم القدرة على التواصل الجيد أو بناء العلاقات أو غيره، فإنه يصبح أكثر أهمية في حالة التعامل مع الاضطرابات الخطرة مثل:
- اضطرابات الشخصية
- الأفكار الانتحارية وتدمير الذات.
- الإدمان.
- التعرض للاعتداءات الجنسية
- اضطرابات ما بعد الصدمة.
- الانحرافات الأخلاقية والسلوكية.
وذلك لأن طبيعة المراهقين المعرضين لهذه الاضطرابات تتسم بأنها شديدة الحساسية والانفعال تجاه أي مثيرات داخلية أو خارجية ومن ثم تتأثر بتعامل الأسرة وتناولها للاضطراب.
أما المحور الثاني للعلاج فهو المراهق وما قد يعانيه من اضطرابات مختلفة في حدتها ومخاطرها، والذي ينبغي أن يتمتع بدرجة من الاقتناع بأهمية العلاج والتعاون في تنفيذ ما يتطلبه البرنامج العلاجي منه، لكي يتمكن من تجاوز اضطرابه واكتساب المهارات اللازمة لإدارة حياته وما يتعرض له من الأزمات العاطفية أو العلاقاتية أو المهنية في مراحل عمره اللاحقة.
قد يهمك :- أعراض الاكتئاب المتوسط والخفيف وأسبابه وعلاجه
فنيات العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر
يعتمد العلاج الجدلي السلوكي المراهقين من ذوي السلوكيات الخطرة بالإضافة إلى آليات تغيير إدراك وسلوكيات المراهق داخل الجلسات العلاجية إلى دعمه خارج نطاق الجلسات وعلى مستوى علاقته بالأسرة لذلك يتضمن العلاج توعية جماعية، ويرتكز على عدة فنيات أهمها ما يلي:
- التحفيز وزيادة الدافع: والذي يعد ضرورياً لبدء رحلة التغيير نحو مستوى أفضل من الوعي السلوكي للمراهق.
- التقبل والتكيف: حيث أن بعض الحقائق الواقعية والأحداث القهرية مثل فقد شخص أو الإصابة بمرض أو نحوه لا يمكن تغييره، بل يجب تقبله والتعايش معه.
- توظيف المهارات: لا تقتصر مهارات العلاج الجدلي السلوكي على مرحلة العلاج بل يمكن تطبيقها للارتقاء بجودة الحياة عموماً.
- اكتساب المهارات الجديدة: من أهم طرق تغيير السلوك وتعزيز رضا الفرد عن نفسه تطويرها وصقلها بالمعارف والمهارات، لذا يحرص البرنامج على تلك النقطة.
قد يهمك :- العلاج المعرفي السلوكي للقلق العام ومدى فاعليته
مبادئ العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر
تقوم تقنية العلاج الجدلي السلوكي DBT على عدة مبادئ أساسية خلال العملية العلاجية والتي يمكن تفصيلها على النحو التالي:
مبدأ التفكير والتصرف
يعتمد العلاج الجدلي السلوكي على تغيير الأفكار وتطويرها باتجاه ما هو بناء وإيجابي، كما يكتمل بتعديل السلوكيات وتغييرها وفقاً لتغيير الأفكار وتحسينها وتطويرها، وهذا الجزء واقع على المريض ( المتلقي) بشكل أساسي.
التحالف العلاجي لتحقيق النجاح في العلاج
تقوم فكرة النجاح في العلاج على التعاون الهادف والبناء بين المعالج والمريض، والثقة المتبادلة وتفهم دوافع المعالج وحرصه على مصلحة المريض، بالإضافة إلى تقبل ظروف المريض وتقدير ما يمر به من منعطفات خطيرة وحساسة تشكل الاضطراب النفسي الذي يعانيه.
مبدأ التوجه نحو الفرد
وهو يعني أن المعالج يجب أن يتعامل بمرونة مع المريض وأن يستخدم معه التقنيات المناسبة التي تلائم حالته وتوجهاته وطبيعة أفكاره، بالإضافة إلى طبيعة الاضطراب الذي يعانيه.
وأخيراً نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول موضوع العلاج الجدلي السلوكي لأسر المراھقین ذوي السلوك الخطر، والذي تطرقنا فيه إلى الكثير من جوانب هذه التقنية العلاجية الحديثة والتي باتت تشكل توجهاً هاماً في التعامل مع الاضطرابات النفسية المختلفة.
المصادر :-