الشذوذ الجنسي تعريفه واسبابه ومخاطره وطرق علاجه
الشذوذ الجنسي هو حالة مرضية تصل إلى أوجها خلال فترة المراهقة لكن غالباً ما تندثر تلقائياً مع التقدم في العمر، ففي حال حدوث ذلك فقد يتوجب زيارة الطبيب من أجل معالجة تلك الحالة، لذلك تابعونا في جولة سريعة نتعرف من خلالها على مزيد من التفاصيل حول الشذوذ الجنسي وكيف يمكن علاجه والتعامل مع الصحيح مع الشخص الشاذ جنسياً.
تعريف الشذوذ الجنسي
يمكننا تعريف الشذوذ الجنسي بأنه حالة من الاضطرابات العاطفية والنفسية التي تسبب صدور تصرفات أو سلوكيات غير طبيعية أو عن نطاق غير مألوف، بحيث يطلق عليها “بارافيليا” أو “الخطل الجنسي” والتي غالباً ما يسبقها تخيلات جنسية أو إثارة للشهوة.
بحيث يصعب على الشخص التحكم في تلك الحالة وقد تجعله ينعزل أو ينطوي على نفسه بسبب الإحراج أو التوتر الشديد الذي يتعرض له أمام الآخرين، كما تشير أغلب الدراسات أن تلك الحالة قد تظهر بدايةً من سن البلوغ وتزداد خلال فترة المراهقة ثم تندثر تدريجياً أو تقل مع التقدم في السن.
بل وتشير أيضًا الدراسات أن هناك فئة كبيرة من الأشخاص يعانون من تلك الحالة في صمت؛ لذا لا يمكننا تحديد النسبة بكل دقة، لكنها تنتشر في الرجال بصورة أكبر.
ما هي أبرز أنواع الشذوذ الجنسي؟
يشير مفهوم الشذوذ الجنسي إلى أكثر من حالة، فنجد مثلاً:
التحرش
يعتبر التحرش الجنسي أهم صور الشذوذ حيث تسيطر التخيلات على عقل الشخص وتدفعه إلى لمس الأعضاء الحساسة للطرف الآخر.
البيدوفيليا
يطلق مصطلح البيدوفيليا على الأشخاص الذين يملكون ميول جنسية تجاه الأطفال، بحيث يشعرون برغبة جامحة في التحرش بالأطفال أو وجود تخيلات جنسية معهم.
استراق النظر
تعتبر تلك الحالة أقل صور الشذوذ الجنسي، حيث يشعر الشخص برغبة في مراقبة الآخرين أثناء خلع ملابسهم أو الاستحمام لكن لا يتخطى الأمر هذا الحد، أي إنه يرغب في استكشاف الأعضاء الحساسة لدى الآخرين دون علمهم.
السادية
وهي حالة تتشابه مع المازوخية بحيث يتلذذ الشخص بضرب أو إهانة الطرف الآخر أثناء ممارسة الجنس، أو يعرضه للتعنيف أو التحقير، فذلك من شأنه رفع معدل الإثارة لديه.
قد يهمك :- أضرار الأفلام الإباحية النفسية والجسدية وكيفية التخلص من إدمانها
أسباب الشذوذ الجنسي
حتى الآن لا توجد أدلة علمية تشير إلى أسباب الشذوذ الجنسي بكل دقة، لكن هناك بعض الاحتمالات التي أشار إليها علماء النفس، فنجد مثلاً:
- التعرض لبعض الصدمات النفسية في الصغر مثل الاعتداء الجنسي أو مشاهدة بعض الحوادث التي تتعلق بالتحرش، بحيث تظل داخله ميول ودوافع لاكتشاف ذلك العالم.
- الحرمان العاطفي أو عدم إشباع الاحتياجات النفسية لدى الطفل من جهة الأم أو الأب، بحيث يتعرض دوماً للتعنيف أو السخرية من قبل الأهل ويشعر بأنه غير مقبول اجتماعياً.
- القيام ببعض السلوكيات الجنسية دون قصد حتى ترتبط بمراكز المتعة في المخ عليها والشعور بالإثارة عند القيام بها، بحيث يصبح سلوك اعتيادي بمرور الوقت.
- يعتبر الوسواس القهري أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالشذوذ الجنسي، حيث يصعب على الشخص السيطرة على أفكاره أو مشاعره لاسيما الأفكار الجنسية الشاذة، وذلك في حال عدم معالجتها بالطريقة الصحيحة.
- خلل بعض الهرمونات في الجسم والتي غالباً ما تظهر خلال فترة المراهقة بحيث يحدث اضطرابات جنسية لدى الشخص وتظهر من خلال سلوكيات غير طبيعية تؤثر على حياته فيما بعد.
- مشاهدة الأفلام الإباحية في سن مبكر بحيث تؤثر على الحالة المزاجية للشخص وتجعله دوماً يرغب في ممارسة الجنس.
كيف يتم تشخيص الشذوذ الجنسي
يصعب على كثير من الأشخاص تحديد إصابتهم بالشذوذ الجنسي بل وفي حال التأكد من ذلك يصعب عليهم مصارحة الطبيب بذلك، لكن بشكلٍ عام يمكن أن يتم تشخيص تلك الحالة من خلال النقاش مع الطبيب بصراحة مطلقة حتى يستطيع مساعدته على التخلص من تلك الحالة.
لكن يجب العلم أن حالة الشذوذ الجنسي لا تعتبر مرض يستوجب علاجه إلا إذا دامت أكثر من 6 أشهر على الأقل أو في حال سيطرة الأفكار والتخيلات الجنسية بشكل متكرر يصعب التحكم به.
تابع المزيد :- هل التوقف عن العادة يعالج أضرارها؟
كيف يمكن علاج الشذوذ الجنسي؟
هنالك الكثير من الخطط العلاجية التي يمكن انتهاجها من أجل معالجة حالة الشذوذ الجنسي، بحيث تتناسب مع طبيعة حالة المريض، فنجد على سبيل المثال:
الخطة النفسية
وهي أهم النقاط التي يرتكز عليها علاج الشذوذ الجنسي، حيث يتم البحث عن أصل المشكلة التي تسببت في قيام الشخص بتلك التصرفات، ومعالجتها تدريجياً من خلال جلسات متقاربة وسوف يتم تلقائياً التخلص من حالة الشذوذ.
العلاج الدوائي
يستهدف العلاج الدوائي تقديم بعض العقاقير الطبية التي تسيطر على هرمون التستوستيرون بحيث تقلل السلوكيات الجنسية المنحرفة لدى الشخص على رأسها مضادات الأندروجين، كما نجد مضادات الاكتئاب التي تساعد على تثبيط السيرتونين في الجسم؛ وبالتالي تقليل الدوافع الجنسية لدى الشخص بصورة مؤقتة.
الهرمونات
يمكن أيضًا استخدام الهرمونات ضمن الخطة العلاجية للتخلص من الشذوذ الجنسي وذلك من خلال تناول بعض العقاقير الطبية التي تسيطر على هرمون التستوستيرون والبروجيسترون ومن ثمّ تقليل السلوكيات أو التخيلات المنحرفة قدر الإمكان.
تابع المزيد :- صفات الرجل المثلي الخفية والتي لم تكن تعرفها من قبل
كيف يمكن التعامل مع الشخص الشاذ جنسيًا؟
هنا يأتي السؤال الأكثر أهمية وهو كيف يمكن التعامل مع شخص شاذ جنسياً في محيط العائلة لتفادي وقوع أضرار بالغة تهدد حياة الآخرين، حيث يتم تطبيق النصائح التالية:
- التخلص من الأدوات الحادة أو الأسلحة التي قد يستخدمها الشخص في حال اعترض شخص طريقه أو منعه من ممارسة سلوكه الغير سوي.
- عدم تركه في المنزل بمفرده مع أطفال أو أشخاص غير قادرين على حماية أنفسهم أو غير موثوقين.
- تقديم مشاعر الحب والحنان والاحتواء؛ من أجل امتصاص المشاعر السلبية داخله ومساعدته على تخطي تلك الأزمة.
- طلب الرعاية الصحية من قبل المتخصصين بحيث يتم معالجته دون أن يشعر في حال عدم استجابته للخطط العلاجية السابق ذكرها.
- في حال فشل الطرق السابقة في معالجة حالة الشذوذ الجنسية يفضل أن يتم إبلاغ السلطات بذلك حتى يتم إتخاذ الإجراءات اللازمة.
شاهد أيضا :- الإهمال العاطفي في الطفولة وفي الزواج وتأثيراته النفسية والجسدية
ما هي مخاطر الشذوذ الجنسي؟
في حال الإصابة بحالة الشذوذ الجنسي وتركها هكذا دون معالجتها فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات خطيرة أو عواقب وخيمة تهدد حياة الشخص والمقربين منه، فقد تحدث جرائم قتل أو اعتداءات جسدية على الأشخاص المحيطين.
فضلاً عن تزايد حالة الرفض من قبل المجتمع إذا تخطى الأمر حالة الشذوذ ودخل في نطاق العنف أو أعمال التخريب، لذا يجب أن التحرك على الفور من أجل معالجة تلك الحالة بطريقة آمنة.
كما أنه من الممكن أن تتضاعف الحالة أو يزداد الأمر سوءاً إذا تم التدخل بصورة خاطئة من قبل الأهل أو تم مقاطعته من أصدقائه والمقربين، لذلك يجب الحرص عند التعامل مع أولئك الأشخاص وتفهم طبيعة حالتهم لكي يتم الخروج منها على خير، بالإضافة إلى تجنب مواجهة الشخص بذلك؛ حتى لا تزداد حالة العنف لديه.
الشذوذ الجنسي هو حالة ظهرت مؤخراً بصورة كبيرة بسبب زيادة الانفتاح وعدم وجود وعي بالإضافة إلى تعرض الشخص لبعض الصدمات النفسية وعدم التعامل معها بصورة صحيحة بحيث تؤثر سلباً على السلوكيات الجنسية.
المصادر :-