اضطراب ما بعد الصدمة أسبابه وأعراضه وتشخيصه وعلاجه
اضطراب ما بعد الصدمة عبارة عن مرض نفسي شديد الخطورة يشعر فيه الفرد بأحاسيس صعبة قد تدفعه إلى تناول المخدرات والكحوليات كوسيلة للتخلص من كل ما يشعر به، لذا يحتاج المصاب إلى العلاج في أسرع وقت وهذا ما نقدمه في مركزنا حيث يتم العناية بالمصاب واستخدام طرق ووسائل العلاج المختلفة حسب ما يتناسب مع حالته بحيث يخرج من المركز وهو بحالة نفسية جيدة تساعده على التفكير في الحياة والعمل مرة أخرى.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟
يعني اضطراب ما بعد الصدمة إصابة الشخص بالتوتر الشديد الناجم عن تعرضه لحادث أليم، هذا الحادث هدد الفرد بالموت أو الإصابة بمرض خطير، وقد يكون هذا الحادث كارثة من الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين، الحروب، وفاة غير متوقعة، والتعرض للاعتداء الجنسي أو الضرب.
يظل الشخص خائف ومتوتر ومتوقع لحدوث خطر حتى ولو كان في وقت ومكان آمن، وبالنسبة لعمر الذي يحدث فيه اضطراب ما بعد الصدمة فمن الممكن أن يحدث في أي سن ولأي شخص، ويرجع الخوف والتوتر إلى التغيرات الكيميائية التي حدثت في الدماغ بعد حدوث الصدمة، وهذا ينفي أن سبب المشكلة ضعف الشخصية أو خللها.
أسباب اضطراب ما بعد الصدمة
لم يعرف الباحثون حتى الآن سبب إصابة البعض بهذا الاضطراب في حين عدم تأثر البعض الآخر به على الرغم من تعرضهم لنفس الحادث، ولكنهم قد يرجعون السبب إلى عدة عوامل تختلف من شخص لآخر كالعوامل العصبية والوراثية وعوامل الخطر نفسه.
تابع المزيد :- أمراض كبار السن النفسية وكيفية علاج كلاً منها
ما هي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟
تظهر الأعراض عند التعرض لمواقف تذكر الشخص بالصدمة التي تعرض لها كما تظهر من خلال الكلمات والأصوات، وهذه الأعراض من شأنها أن تعطل حياة الفرد فلا يقدر على العمل أو حتى ممارسة حياته الطبيعية، ويمكن تقسيمها كالتالي:
إعادة التجربة
أي استرجاع أحداث الصدمة كثيرًا مثل:
- استرجاع الذكريات التي حدثت وانتهت مثل أن يسترجع المريض أيام مرضه بالتفصيل.
- المعاناة من الكوابيس المتعلقة بالصدمة.
- الألم النفسي والجسدي عند تذكر أي شيء له علاقة بالحادث.
التجنب
يحرص فيه المصاب على الامتناع عن التواجد في أي مكان أو موقف يذكره بالحدث الصادم، وكل هذا من شأنه أن يسبب ما يلي:
- الإصابة باللامبالاة في الجانب العاطفي.
- الانعزال عن الناس حتى الأشخاص القريبين من المصاب كالأصدقاء والعائلة.
- عدم الاكتراث بالأنشطة اليومية التي كان يهتم بها.
- عدم قدرة المصاب على التعبير عن مشاعره.
الإثارة والانفعال
يعاني المصاب من أعراض شديدة لها تأثير شديد على حالته النفسية:
- المعاناة من صعوبة التركيز، والقلق والتوتر.
- إصدار استجابات مبالغ فيها لأي حدث مروع، حيث أن الموقف لا يستحق هذه الاستجابة الشديدة.
- توخي الحذر دائمًا، والهياج وحدوث نوبات من الغضب.
- الإصابة باضطرابات النوم، فيستيقظ كثيرًا خلال ساعات نومه بسبب الخوف والقلق.
الإدراج والمزاج
يعاني فيها الشخص من أفكار هدامة ومشاعر سلبية:
- يحمل أفكار سلبية عن نفسه والعالم.
- الشعور بالذنب وجلد الذات.
- مشاكل في القدرة على تذكر الحدث الصادم نفسه.
- قلة الاهتمام بكل ما يسعده ويثير شغفه كالأنشطة التي كان يمارسها.
أعراض أخرى
من أعراض ما بعد الصدمة أن يعاني المصاب بهذا الاضطراب من نوبات الهلع والذعر الشديد بالإضافة إلى الاكتئاب، وهذا يسبب له مشاكل عديدة كالتالي:
- التهيج، الإثارة، والصداع.
- التعرض للدوار والإغماء.
- تسارع نبضات القلب.
اختبار اضطراب ما بعد الصدمة
لا يوجد اختبار بعينه يعمل على تشخيص هذا الاضطراب، ويرجع ذلك إلى امتناع المصاب عن الحديث عن الحدث الصادم وأعراضه، ولكن يمكن للأخصائي أو الطبيب النفسي تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة من خلال ظهور أعراض معينة لمدة شهر كامل أو أكثر كالتالي:
- التعرض المصاب لواحدًا من أعراض التجنب التي ذكرناها.
- المعاناة من عرض واحد على الأقل من أعراض إعادة التجربة.
- الإصابة بعرضين كحد أدنى من أعراض الإثارة والانفعال.
- الإصابة بعرضين كحد أدنى من أعراض الإدراج والمزاج.
قد يهمك :- علاج النسيان عند الكبار وقلة التركيز واسبابهم المرضية والنفسية
علاج اضطراب ما بعد الصدمة
إذا تم تشخيص الفرد بأنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة من قبل الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، فيتم علاج بطرق عديدة مثل:
العلاج المعرفي السلوكي
يركز هذا النوع من العلاج على الجانب العقلي؛ فيساعد الطبيب أو الأخصائي المصاب ويشجعه على تذكر الحدث ويرويه بالتفصيل ويعبر عن المشاعر التي شعر بها عند الحادث وما يشعر به وهو يرويه، فهذا من شأنه أن يقلل من الخوف والتوتر وردود الفعل المتعلقة بتذكر الحدث الصادم مما يقلل من ظهور الأعراض.
علاج اضطراب ما بعد الصدمة بالأدوية؟
يتم العلاج بأدوية معينة مثل مضادات القلق ومضادات الاكتئاب التي تستهدف كيمياء الدماغ بحيث تعمل على الاسترخاء وتهدئة الشخص، ومن ثم التقليل من كل الأفكار السلبية والمخيفة التي تهاجمه ومن ثم يستطيع الحصول على قسط وافٍ من النوم والراحة، وهذا يساعد كثيرًا في علاج اضطراب ما بعد الصدمة.
العلاج بإزالة حساسية العين وإعادة المعالجة
طريقة من طرق العلاج بالتعرض، وفيه يتتبع المصاب حركة أصبع المعالج الموضوع أمام عينه، فتقل أعراض الحساسية من خلال تتبع عين المريض لأصبع المعالج، وقد يرى البعض أن العلاج بهذه الطريقة يرجع إلى المعالجة وليس إلى حركة العين نفسها.
مجموعات الدعم أو العلاج الجماعي
يجلس الشخص مع أشخاص لديه نفس الاضطراب مما يساعده على التعبير عن ما يدور في ذهنه وفي مشاعره بسهولة وبدون إحراج، وذلك لأن كل الموجودين في جلسة العلاج لديهم نفس المشكلة مما يجعل المصاب بأنه ليس وحيدًا وليس بمفرده من لديه هذه المشكلة ونفس الأعراض والمشاعر المخيفة.
شاهد أيضا :- سلوك الإنسان الجنسي دوافعه ودلالاته وتقويمه
طريقة التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة
يعاني كثيرًا من الأشخاص من هذا الاضطراب وهناك طرق كثيرة تساعد على التخفيف من حدة الأعراض ولكنها لا تعالج السبب، لذا لا غنى عن الطبيب النفسي أبدًا:
- التعرف على الاضطراب: خطوة في غاية الأهمية وهي أن يعرف المصاب ماذا يعني اضطراب ما بعد الصدمة ويقرأ فيه، فهذا يساعده على فهم مشاعره التي يعاني منها.
- طلب المساعدة بدون حرج: فإذا كان الشخص لا يستطيع السيطرة على أفكاره وردود أفعاله العنيفة ويخشى أن يلحق بنفسه الأذى أو بغيره فلا يتردد لطلب المساعدة.
- العلاج النفسي: لا غنى عنه في علاج هذا النوع من الاضطرابات، فالطبيب النفسي يقدم مساعدة كبيرة ويساعده على تخطي هذه المرحلة الصعبة من خلال معرفة المحفزات التي تسبب ظهور الأعراض وكيفية التحكم في المشاعر السلبية.
- اتباع أسلوب حياة صحي: أي الاهتمام والعناية بالنفس مثل تناول الوجبات الصحية وممارسة الرياضة، وكذلك البعد عن أي شيء يحفز القلق والتوتر.
- الحصول على الدعم: وذلك من خلال طلب الدعم من الأصحاب وأفراد العائلة المقربين والمحببين إلى قلب المصاب، فالدعم الاجتماعي له تأثير شديد على تخطي اضطراب ما بعد الصدمة.
مدة علاج اضطراب ما بعد الصدمة؟
يستغرق العلاج النفسي على يد الطبيب المختص من 60: 90 دقيقة بمعدل جلسة على الأقل مرة كل أسبوع، ويحتاج المصاب من 8: 12 جلسة.
اقرا المزيد :- الاضطرابات السلوكية والانفعالية اسبابها وعلاجها نهائياً
اضطراب ما بعد الصدمة الحرب؟
يعاني الجنود والمقاتلين من هذا الاضطراب، وينتج من مشاهد التفجير والقتل وسفك الدماء وتطاير الأشلاء، ومشاهدة الجنود في المعركة أثناء خروج الروح من أجسادهم والأعضاء المبتورة، كل هذا من شأنه أن يصيب الشخص باضطراب ما بعد الصدمة للحروب حيث تبقى هذه المشاهد متعلقة في ذهنه ولا يستطيع التخلص منها ولا من المشاعر التي تتردد عليه كل يوم، ولا يوجد علاج لهذا الاضطراب إلى الذهاب للطبيب النفسي والبدء في خطوات العلاج.
اضطراب ما بعد الصدمة من الاضطرابات العنيفة على المصاب ولا يستطيع تحمل نتائجها النفسية، فلا يمكن وصف ما يشعر به عندما يتذكر ما رآه أو ما تعرض له، والحل فقط يكمن في البدء في خطوة العلاج وستتحسن الحالة كثيرًا وبنسبة شفاء عالية.
المصادر :-